نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 190
لم يكن امرؤ منها في حبرة ( 1 ) إلا أعقبته بعدها عبرة ، ولم يلق في سرائها بطنا إلا منحته من ضرائها ظهرا ( 2 ) . وحري إذا أصبحت له منتصرة أن تمسي له متنكرة . وإن جانب منها احلولى ، أمر منها جانب فأوبى ( 3 ) . لا ينال امرؤ من غضارتها رغبا ( 4 ) إلا أرهقته من نوائبها تعبا ! ولا يمسي منها في جناح أمن إلا أصبح على قوادم خوف ( 5 ) ! كم من واثق بها قد فجعته ، وذي طمأنينة إليها قد صرعته ، وذي أبهة ( 6 ) قد جعلته حقيرا ، وذي نخوة قد ردته ذليلا . ملكها مسلوب ، وعزيزها مغلوب ، وموفورها منكوب ، وجارها محروب ( 7 ) ! ألستم في مساكن من كان قبلكم أطول أعمار ا ، وأبقى آثارا ، وأبعد آمالا ، وأعد عديدا ، وأكثف جنودا ! تعبدوا للدنيا أي تعبد ، وآثروها أي إيثار ، ثم ظعنوا عنها بغير زاد ! فهل بلغكم أن الدنيا سخت لهم نفسا بفدية ، أو أعانتهم بمعونة ، أو أحسنت لهم صحبة !
1 - الحبرة : المسرة والنعمة . 2 - كنى ب ( البطن ) عن الإقبال ، ب ( الظهر ) عن الإدبار . 3 - أوبى : صار كثير الوباء . 4 - الغضارة ، النعمة والسعة . الرغب - بفتح الباء - الرغبة . 5 - القوادم : أربع ريشات في مقدم جناح الطائر . 6 - الأبهة : العظمة . 7 - محروب : مسلوب المال .
190
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 190