نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 188
كان عليهم سرمدا من كلام له في وصف من فارقوا الدنيا : لا يفزعهم ورود الأهوال ولا يحزنهم تنكر الأحوال ، ولا يحفلون بالرواجف ولا يأذنون للقواصف ، غيبا لا ينتظرون وشهودا لا يحضرون وإنما كانوا جميعا فتشتتوا ، وما عن طول عهدهم ولا بعد محلهم عميت أخبارهم وصمت ديارهم ( 1 ) ، ولكنهم سقوا كأسا بدلتهم بالنطق خرسا وبالسمع صمما وبالحركات سكونا . جيران لا يتآنسون وأحباء لا يتزاورون ، بليت بينهم عرى التعارف وانقطعت منهم أسباب الإخاء ، فكلهم وحيد وهم جميع ، وبجانب الهجر وهم أخلاء ، لا يتعارفون لليل صباحا ولا لنهار مساء ، أي الجديدين ظعنوا فيه كان عليهم سرمدا ( 2 ) .
1 - صمت : خرست عن الكلام . وخرس عن الديار : عدم صعود الصوت من سكانها . 2 - الجديدان : الليل والنهار ، فإن ذهبوا في نهار فلا يعرفون له ليلا ، أو في ليل فلا يعرفون له نهارا .
188
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 188