نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 186
متهمون ، ومن أعمالهم مشفقون ( 1 ) ، إذا زكي أحدهم ( 2 ) خاف مما يقال له ، فيقول : أنا أعلم بنفسي من غيري ، وربي أعلم بي مني بنفسي . اللهم لا تؤاخذني بما يقولون ، واجعلني أفضل مما يظنون ، واغفر لي ما لا يعلمون ! فمن علامة أحدهم : أنك ترى له حزما في لين ، وإيمانا في يقين ، وقصدا في غنى ( 3 ) وخشوعا في عبادة ، وتجملا في فاقة ، وصبرا في شدة ، ونشاطا في هدى ، وتحرجا عن طمع ( 4 ) . يمزج الحلم بالعلم والقول بالعمل . الخير منه مأمول ، والشر منه مأمون . يعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه ، بعيدا فحشه لينا قوله حاضرا معروفه ، لا يحيف على من يبغض ولا يأثم في من يحب . يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه . لا ينابز بالألقاب ( 5 ) ولا يضار بالجار ولا يشمت بالمصائب ولا يدخل في الباطل ولا يخرج من الحق . نفسه منه في عناء والناس منه في راحة . بعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة ، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة . ليس تباعده بكبر وعظمة ولا دنوه بمكر وخدعة .
1 - أي : خائفون من التقصير فيها . 2 - زكي : مدحه أحد . 3 - قصدا : اقتصادا . 4 - التحرج ، هنا : التباعد . 5 - أي : لا يدعو غيره باللقب الذي يكرهه ويشمئز منه .
186
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 186