نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 181
منهم من لا يمنعهم الفساد إلا مهانة نفسه وكلالة حده ونضيض وفره ( 1 ) . ومنهم المصلت لسيفه والمعلن بشره ، قد أشرط نفسه وأوبق دينه لحطام ينتهزه أو مقنب يقوده أو منبر يفرعه ( 2 ) . ولبئس المتجر أن ترى الدنيا لنفسك ثمنا . ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة . ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا : قد طامن من شخصه وقارب من خطوه وشمر من ثوبه وزخرف من نفسه للأمانة . واتخذ ستر الله ذريعة إلى المعصية ومنهم من أبعده عنه طلب الملك ضؤولة نفسه وانقطاع سببه ، فقصرته الحال على حاله فتحلى باسم القناعة وتزين بلباس أهل الزهادة ! وبقي رجال غض أبصارهم ذكر المرجع وأراق دموعهم خوف المحشر ، فهم بين شريد ناد وخائف مقموع وساكت مكعوم وداع مخلص وثكلان موجع ( 3 ) . قد أخملتهم التقية ( 4 ) وشملتهم الذلة .
1 - أي : لا يقعده بهم عن طلب الإمارة والسلطان إلا حقارة نفوسهم وضعف سلاحهم وقلة مالهم . 2 - أصلت السيف ، امتشقه . أشرط نفسه : هيأها وأعدها للشر والفساد في الأرض . أوبق دينه ، أهلكه . الحطام ، هنا : المال ينتهزه : يغتنمه أو يختلسه . المقنب : طائفة من الخيل وإنما يطلب قود المقنب تعززا على الناس وكبرا . فرع المنبر : علاه . 3 - ناد ، هارب من الجماعة إلى الوحدة . المقموع : المقهور . المكعوم ، من كعم البعير ، أي شد فاه لئلا يأكل أو يعض . الثكلان ، الحزين 4 - أخمله ، أسقط ذكره حتى لم يبق له بين الناس نباهة . التقية : اتقاء الظلم بإخفاء الحال .
181
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 181