نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 178
بكلام تدبره في نفسه : فإن كان خيرا أبداه ، وإن كان شرا واراه ( 1 ) . وإن المنافق يتكلم بما أتى على لسانه لا يدري ماذا له وماذا عليه ! وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا . وإن جماعة في ما تكرهون من الحق خير من فرقة في ما تحبون من الباطل ( 2 ) ! طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، فكان من نفسه في شغل والناس منه في راحة ! العشيرة من خطبة له أيها الناس ، إنه لا يستغني الرجل ، وإن كان ذا مال ، عن عشيرته ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم ، وهم أعظم الناس حيطة من ورائه وألمهم لشعثه ( 3 ) وأعطفهم عليه عند نازلة إذا نزلت به . ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما تقبض منه عنهم يد واحدة وتقبض منهم عنه أيد كثيرة !
1 - واراه : أخفاه . 2 - أي : من يحافظ على نظام الألفة والاجتماع ، وإن ثقل عليه أداء بعض حقوق الجماعة وشق عليه ما تكلفه به من الحق ، فذلك هو الجدير بالسعادة ، دون من يسعى للشقاق وهدم نظام الجماعة ، وإن نال بذلك حقا باطلا وشهوة وقتية ، فقد يكون في حظه الوقتي شقاؤه الأبدي ، ذلك لأنه متى كانت الفرقة أصبح كل واحد عرضة لشرور سواه ، فولت الراحة وفسدت حال المعيشة . 3 - الحيطة : الرعاية . والشعث : التفرق والانتشار .
178
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 178