نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 145
الكبر والتعصب والبغي من خطبة له طويلة تسمى ( القاصعة ( 1 ) ) : ولا تكونوا كالمتكبر على ابن أمه من غير ما فضل جعله الله فيه سوى ما ألحقت العظمة بنفسه من عداوة الحسد ، وقدحت الحمية في قلبه من نار الغضب ، ونفخ الشيطان في أنفه من ريح الكبر الذي أعقبه الله به الندامة . فالله الله في كبر الحمية وفخر الجاهلية ، فإنه منافخ الشيطان التي خدع بها الأمم الماضية والقرون الخالية . ولا تطيعوا الأدعياء الذين شربتم بصفوكم كدرهم ، وأدخلتم في حقكم باطلهم ، وهم أساس الفسوق اتخذهم إبليس مطايا ضلال وجندا بهم يصول على الناس ، وتراجمة ينطق على ألسنتهم استراقا لعقولكم ودخولا في عيونكم ونفثا في أسماعكم ، فجعلكم مرمى نبله وموطئ قدمه ومأخذ يده . فاعتبروا بما أصاب الأمم المستكبرين من قبلكم من بأس الله ، واتعظوا بمثاوي خدودهم ( 2 ) ومصارع جنوبهم . واستعيذوا بالله من لواقح الكبر ( 3 ) كما تستعيذون به من طوارق الدهر !
1 - قصع فلان فلانا : حقره . وقد سميت هذه الخطبة ( القاصعة ) لأن ابن أبي طالب حقر فيها حال المتكبرين وأهل البغي . 2 - مثاوي ، جمع مثوى ، بمعنى المنزل ومنازل الخدود : مواضعها من الأرض بعد الموت . ومصارع الجنوب : مطارحها على التراب . 3 - لواقح الكبر : محدثاته في النفوس .
145
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 145