responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 136


عمله وكبت به بطنته ، فما راعني إلا والناس ينثالون علي ( 1 ) من كل جانب ، حتى لقد وطئ الحسنان وشق عطفاي ( 3 ) مجتمعين حولي كربيضة الغنم ( 4 ) . فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة ، ومرقت أخرى ، وقسط آخرون ( 5 ) كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول :
( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) ! بلى ، والله لقد سمعوها ووعوها ، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها ( 6 ) . إما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لولا حضور الحاضر ( 7 ) وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم ( 8 ) ، لألقيت حبلها على غاربها ( 9 ) ، ولسقيت آخرها بكأس أولها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز .


1 - البطنة : البطر والأشر والتخمة والإسراف في الشبع . كبت به ، من كبا الجواد إذا سقط لوجهه . ينثالون : يتتابعون مزدحمين . 2 - ولداه الحسن والحسين . 3 - شق عطفاه : خدش جانباه من الاصطكاك . 4 - ربيضة الغنم : الطائفة الرابضة من الغنم . 5 - الناكثة : أصحاب الجمل . والمارقة : أصحاب النهروان من الخوارج . القاسطون : الجائرون ، وهم أصحاب صفين . 6 - الزبرج : الزينة من وشي أو جوهر . 7 - يقصد من حضر لبيعته ، ولزوم البيعة لذمة الإمام بحضوره . 8 - الكظة : ما يعتري الآكل من امتلاء البطن بالطعام ، والمراد استئثار الظالم بالحقوق السغب : شدة الجوع ، والمراد منه هضم حقوق المظلوم . 9 - الغارب : الكاهل ، والكلام تمثيل للترك وإرسال الأمر .

136

نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست