نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 130
للهوام والأنعام ، وما لا يحصى مما يرى ومما لا يرى ! ورب الجبال الرواسي التي جعلتها للأرض أوتادا وللخلق اعتمادا ( 1 ) ، إن أظهرتنا ( 2 ) على عدونا فجنبنا البغي وسددنا للحق . وإن أظهرتهم علينا فارزقنا الشهادة واعصمنا من الفتنة ! اللهم اصلح ذات بيننا وبينهم من كلام له بصفين وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام ردا على سب أهل الشام إياه : إني أكره لكم أن تكونوا سبابين . ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم ، كان أصوب في القول وأبلغ في العذر ، وقلتم مكان سبكم إياهم : اللهم احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، وأهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به ( 3 ) .
1 - اعتمادا : معتمدا ، أي ملجأ يعتصمون به إذا طردتهم الغارات من السهول . وكما أن الجبال الرواسي هي ملجأ يعتصم به الإنسان ، هي أيضا للحيوانات تعتصم بها 2 - أظهرتهم : نصرتهم وجعلت لهم الغلبة 3 - الارعواء : النزوع عن الغي والرجوع عن وجه الخطأ . لهج به : أولع به فثابر عليه .
130
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 130