نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 114
ثم ذكرت ما كان من أمري وأمر عثمان ، فلك أن تجاب عن هذه لرحمك منه ( 1 ) فأينا كان أعدى له وأهدى إلى مقاتله ( 2 ) ، أمن بذل له نصرته فاستقعده واستكفه ( 3 ) ؟ أم من استنصره فتراخى عنه وبث المنون إليه ( 4 ) حتى أتى قدره عليه ؟ وما كنت لأعتذر من أني كنت أنقم عليه أحداثا ( 5 ) ، فإن كان الذنب إليه إرشادي وهدايتي له ، فرب ملوم لا ذنب له . اتق الله من كتاب له إلى معاوية أيضا : فاتق الله ما لديك ، وانظر في حقه عليك ، وارجع إلى معرفة ما لا تعذر بجهالته . وإن نفسك قد أولجتك شرا وأقحمتك غيا ( 6 ) وأوردتك المهالك وأوعرت عليك المسالك .
1 - أي لقرابتك منه يصح الجدال معك في أمره . 2 - أعدى : أشد عدوانا . المقاتل : وجوه القتل . 3 - استقعده واستكفه : طلب إليه أن يقعد عن نصرته وأن يكف عن مساعدته . والذي بذل النصرة هو الإمام . والذي استقعد الإمام واستكفه هو عثمان . 4 - المعنى هو أن عثمان استنصر بعشيرته من بني أمية كمعاوية ، فخذلوه وخلوا بينه وبين الموت فكأنهم أفضوا بالموت إليه . 5 - نقم عليه : عاب عليه . الأحداث : جمع حدث ، وهو هنا البدعة . 6 - أولجتك : أدخلتك . أقحمتك غيا : رمت بك في الضلال .
114
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 114