نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 100
بينهم ، فكيف وإنما المال مال الله ! ألا وإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف . الناس متساوون في الحق من كلام له كلم به طلحة والزبير بعد بيعته بالخلافة وقد عتبا من ترك مشورتهما ، والاستعانة في الأمور بهما لقد نقمتما يسيرا وأرجأتما كثيرا ( 1 ) . ألا تخبراني أي شئ لكما فيه حق دفعتكما عنه ؟ وأي قسم استأثرت عليكما به ؟ أم أي حق رفعه ألي أحد من المسلمين ضعفت عنه أم جهلته أم أخطأت بابه ؟ ! والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية إربة ( 2 ) . ولكنكم دعوتموني إليها ، فلما أفضت إلي نظرت إلى كتاب الله ، فلم أحتج في في ذلك إلى رأيكما ولا رأي غيركما ، ولا وقع حكم جهلته فأستشيركما وإخواني المسلمين ، ولو كان ذلك لم أرغب عنكما ولا عن غيركما . أما ما ذكرتما من أمر الأسوة ( 3 ) ، فإن ذلك أمر لم أحكم أنا فيه برأيي ولا وليته هوى مني ، بل وجدت أنا وأنتما ما جاء به رسول الله ( ص ) قد فرغ منه فلم أحتج إليكما في ما قد فرغ الله من قسمه . أخذ الله بقلوبنا
1 - أي غضبتما ليسير ، وأخرتما مما يرضيكما كثيرا لم تنظرا إليه . 2 - الإربة : الغرض ، والطلبة . 3 - الأسوة ، هنا : التسوية بين الناس في قسمة الأموال ، وكان ذلك قد أغضب طلحة والزبير على ما روي .
100
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 100