نام کتاب : رأس الحسين ( ع ) نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 206
ومذهب أهل السنة والجماعة : أنهم لا يكفرون أهل القبلة بمجرد الذنوب ، ولا بمجرد التأويل ، بل الشخص الواحد إذا كانت له حسنات وسيئات : فأمره إلى الله تعالى . * وهذا الذي ذكرناه : هو المتفق عليه بين الناس في مقتله رضي الله عنه . * وقد رويت زيادات : بعضها صحيح ، وبعضها ضعيف ، وبعضها كذب موضوع . * والمصنفون من أهل الحديث في ذلك - كالبغوي ، وابن أبي الدنيا ، ونحوهما : كالمصنفين من أهل الحديث في سائر المنقولات - هم ذلك أعلم وأصدق بلا نزاع بين أهل العلم . لأنهم يسندون ما ينقلونه عن الثقات ، أو يرسلونه عمن يكون مرسله مقارب الصحة ، بخلاف الإخباريين ، فإن كثيرا مما يسندونه : يسندونه عن كذاب أو مجهول . أما ما يرسلونه : فظلمات بعضها فوق بعض ، وهؤلاء لعمري ممن ينقل عن غيره مسندا أو مرسلا . * وإما أهل الأهواء ونحوهم : فيعتمدون على نقل لا يعرف له قائل أصلا ، لا ثقة ولا ضعيف ، وأهون شئ عندهم الكذب المختلق ، وأعلم من فيهم لا يرجع فيما ينقله إلى عمدة ، بل إلى سماعات عن المجاهيل والكذابين ، وروايات عن أهل الإفك المبين . * فقد تمن أن القصة التي يذكرون فيها حمل الرأس إلى يزيد ، ونكته بالقضيب : كذبوا فيها : وإن كان الحمل إلى ابن زياد - وهو الناكت بالقضيب - ولم ينقل بإسناد معروف عن الرأس حمل إلى قدام يزيد . * ولم أر في ذلك إلا إسنادا منقطعا ، قد عارضه من الروايات ما هو أثبت منها وأظهر - نقلوا فيها : أن يزيد لما بلغه مقتل الحسين أطهر التألم [1] من ذلك .
[1] وقال في ذلك الإمام محمد بن حرير الطبري : - ( . . . فدمعت عين يزيد وقال : قد كنت أرضي من طاعتكم بدون مقتل الحسين ، لعن الله ابن سمية ، أما والله لو أني صاحبة لعفوت عنه ، فرحم الله الحسين ) 1 . ه . ثم بعد ذلك يقول : ( أن يزيد بن معاوية قال لما وضعت الرؤوس بين يديه - رأس الحسين وأهل بيته وأصحابه - قال يزيد : يفلقن هاما من رجال أعزة علينا ، وهم كانوا أعق وأظلما . أما والله يا حسين لو أنا صاحبك ما قتلتك ) 1 . ه . تاريخ الطبري ( 4 / 354 ) . ( 2 ) قال يزيد : - ( قبح الله ابن مرجانة لو كانت بينه وبينكم رحم أو قرابة ما فعل هذا بكم ، ولا بعث بكم هكذا ) تاريخ الطبري ( 4 / 353 )
206
نام کتاب : رأس الحسين ( ع ) نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 206