نام کتاب : رأس الحسين ( ع ) نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 204
المعين لأحد الأسباب المذكورة ، من توبة ، أو حسنات ماحية ، أو مصائب مكفرة ، أو شفاعة مقبولة . وغير ذلك . * وطائفة من العلماء يلعنون المعين ، وطائفة بإزاء هؤلاء يقولون : بل نحبه ، لما فيه من الإيمان يوالي عليه ، إذ ليس كافرا . * والمختار عند الأئمة : أنا لا نلعن معينا ، ولا نحب معينا ، فإن العبد قد يكون فيه سبب هذا وسبب هذا إذا اجتمع فيه من حب الأمرين . * إذ كان من أصول أهل السنة ، التي فارقوا بها الخوارج [1] والمعتزلة [2] والمرجئة [3] : أن الشخص الواحد تجتمع فيه حسنات وسيئات ، فيثاب على حسناته ، ويعاقب على سيئاته . ويحمد على حسناته ، ويذم على سيئاته . وأنه من وجه : مرضى محبوب ، ومن وجه : بغيض مسخوط ، فلذا كان لأهل الأحداث : هذا الحكم . * وأما أهل التأويل المحض ، الذي يسوخ تأويلها : فأولئك مجتهدون مخطئون خطؤهم مغفور لهم . وهم مثابون على ما أحسنوا فيه من حسن قصدهم واجتهادهم في طلب الحق وأتباعه . كما قال النبي ( ص ) : ( إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران . وإذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر ) . * ولهذا كان الكلام في السابقين الأولين ومن شهد له بالجنة ، كعثمان وعلي وطلحة والزبير ونحوهم : له حكم آخر ، بل ومن هو دون هؤلاء ، مثل أكابر أهل الحديبية الذين بايعوا تحت الشجرة . وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة . . * وقد ثبت في الصحيح عن النبي ( ص ) أنه قال : ( لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة ) .
[1] راجع الفرق بين الفرق للبغدادي ص 24 [2] المرجع السابق ص 24 . [3] السابق ص 25 .
204
نام کتاب : رأس الحسين ( ع ) نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 204