نام کتاب : رأس الحسين ( ع ) نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 189
* فإذا كان جنس الرؤيا تحته أنواع ثلاثة ، فلا بد من تمييز نوع منها من نوع . * ومن الناس - حتى من الشيوخ الذين لهم علم وزهد - من يجعل مستنده في مثل ذلك : حكاية يحكيها عن مجهول . حتى يقول : حدثني أخي الخضر أن قبر الحسين بمكان كذا وكذا - ومن المعلوم الذي بيناه في غير هذا الموضع أن الخضر قد مات [1] - أو رأى شخصا يقول : إني الخضر ، أو ظن الرائي أنه الخضر ، إن كل ذلك لا يجوز . * وأما ما يذكر من وجود رائحة طيبة ، أو خرق عادة أو نحو ذلك بتعلق بالقبر : فهذا لا يدل على تعينه ، وأنه فلان أو فلان ، بل غاية ما يدل عليه - إذا ثبت - أن ذلك دليلا على صلاحه ، وأنه قبر رجل صالح أو نبي [2] . * وقد تكون تلك الرائحة مما صنعه بعض المكتسبين من القبر ، فإن هذا مما يفعله من هؤلاء ، كما حدثني بعض أصحابنا : أنه ظهر بشاطئ الفرات رجلان ، كان عند أحدهما قبر تجبي عليه أموال ممن يزوره وينذر له من الضلال ، فعمد الآخر إلى قبر - زعم أنه رأى في المنام أنه قبر عبد الرحمن بن عوف - وجعل فيه من أنواع الطيب ما ظهرت له رائحة عظيمة . * وقد حدثني جيران القبر الذي بجبل لبنان بالبقاع - الذي يقال إنه قبر نوح - وكان قد ظهر قريبا في أثناء المائة السابعة ، وأصله : أنهم شموا من قبر
[1] والخضر عليه السلام قد مات بنص القرآن القطعي لقوله تعالى : وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ) الأنبياء ( 21 / 34 ) وأرجو أن تراجع تفسير هذه الآية في الجامع لأحكام القرآن ( 11 / 283 ) ط . دار الكتب ، زاد المسير ( 5 / 348 ) ومختصر ابن كثير ( 2 / 507 ) . وتقول بعض الفرق الهالكة إن الخضر لم يمت وأنهم يرونه عيانا ويتحدثون إليه ويتحدث إليهم ويستمدون منه أصول التشريع ويطمئنهم على معتقداتهم ، تلك كلها ضلالات شيطانية يا عزيزي القارئ فلا تتوقف عندها ، لأن الخضر مات كأي بشر ، وهو ليس أفضل من رسول الله ( ص ) وهو صاحب كل فضل وفضيلة وكان أولى بالخلود من الخضر وغيره . [2] وقبر سيدنا رسول الله ( ص ) هو القبر النبوي الوحيد الذي اتفق عليه بالإجماع وما سواه من قبور الأنبياء لم يحصل عليه الإجماع مثله .
189
نام کتاب : رأس الحسين ( ع ) نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 189