نام کتاب : دولة المهدي ( عج ) المنتظر نویسنده : إبراهيم الأنصاري جلد : 1 صفحه : 28
أنظُر إلى هذا التعبير وتأمّل في كلمة ( ثم ) في قوله تعالى ( ثمَّ عرضَهم على الملائكة ) [1] فإنها قد فصَّلتْ بين جميعِ الأسماء وبين التّي عُرضَتْ على الملائكة . وتأمَّل أيضاً في الضمير ( هم ) فإنَّه لو كانت الأسماء هي المعنيَّة والمعروضة عليهم دون المسمَّيات أو كانت تعني المسميات التِّي لا تمتلك التعقُّلَ لكان التعبير الصحيح هو ( عَرضَها ) لا ( عَرضَهُم ) . وأصرح من ذلك قوله تعالى : ( فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ) [2] فهل يحتمل من يعرف ألف باء اللغةِ العربيةِ أنَّ كلمة هؤلاء تعني الموجودات من الجبال والشعاب والأودية والنبات والشجر بأصنافها ؟ ! . أقول : بل إنَّما هي أسماء من سيَأتون على الأرض من ذريَّة آدم الذين هم محلّ الاحتجاج والنزاع وبوجود تلك الذرِّية يمكن تبرير خلق آدم عليه السلام وجعله خليفة في الأرض ، وبهم تُجبَر جميعُ المفاسد التِّي سوف يرتكبها بعضُ أولاد آدم عليه السلام ولا يخفى أنَّ كلمة هؤلاء تدلُّ على حضورهم بعينهم آنذاك وهم بعرشه محدقين .