نام کتاب : دولة المهدي ( عج ) المنتظر نویسنده : إبراهيم الأنصاري جلد : 1 صفحه : 235
وهناك طاعة تتجسد في التبري من كل ما ومن هو يزاحم هذه الروحيَّة ( أعني روحيَّة الانتظار ) ( فإنهم عدولي إلاّ ربّ العالمين ) [1] . وهناك معاصي محيطة بهذا الإنسان المؤمن إحاطة كاملة ، تلك الأمور التي تقصم الظهر من المُغريات المادِّية والتسويلات الشيطانية المنتشرة على مستوى وسيع بحيث لا يلتفت الإنسان يميناً أو يساراً إلاّ وهي بارزة أمامَه خصوصاً في عصرنا الحالي حيث الأقمار الصناعية وحيث الشبكات الدوليَّة مثل الإنترنت والأجهزة الإعلاميّة التّي مهمَّتُها الرئيسي نقل الفساد إلى العالم الثالث . فالمنتظر للدولة المباركة سوف يعيش كلَّ تلك المغريات طوال حياته فيشاهد بأمّ عينيه أنَّه يسير إلى جهة والعالم بأجمعه يسير إلى جهة أخرى مضادَّة له تماماً ومن ناحية أخرى يشاهد أنَّ جنود الشيطان وأهل الدنيا يمثِّلون السواد الأعظم فهم الملأ الذين يملئون أعيُن الناس فهو إذا الشاذ بينهم . ومن المؤسف جدّاً أنَّ أرباب الدنيا ربَّما ينطلقون من منطلق النصيحة والإصلاح والحب في مسيرتهم الباطلة حيث يُترائى أنهّا حركة إصلاحية بل إسلامية يتقرب بها إلى الله ، ومن الصعب أن يقتنعوا بخطأهم أو يحتملوا ذلك .