نام کتاب : دولة المهدي ( عج ) المنتظر نویسنده : إبراهيم الأنصاري جلد : 1 صفحه : 220
هذه الروحية إن تركَّزت في الإنسان المؤمن فسوف تُعمِّق جذورَها فتنزيل جميعَ الأشواك والموانع الصادَّة ، لتنشرَ فروعَها الطيِّبة وثمارَها الجنيَّة في السماء حتَّى تؤتى أكلَها كلَّ حينٍ بإذنِ ربِّها . فكيف لا يكون الانتظار أفضلَ الأعمال بل أفضل العبادات ؟ ! وهو الذي يُخيِّم على جميع الأعمال ويُلقى الضوء عليها . أفضل الجهاد ما هو الأمر المتوقع من المجاهد في سبيل الله حين الجهاد ؟ وما قيمة المجاهد لولا النيّةُ الصادقة التي تنصبُّ في سبيل الله ؟ هذا الأمر بنفسه بل أعلى مستوى منه متوفِّر في المنتظر الحقيقي الذي يتمنَّى في كلِّ صباحٍ ومساءٍ أن يعيش في ظلِّ ذلك المعشوق روحي لتراب مقدمه الفداء ولسان حاله : ( . . فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوةَ الداعي في الحاضرِ والبادي . . ) [1] وهو بقربه إلى الله وشهوده مقام ربِّه صار كالمتشحِّط بدمه في سبيل الله شهيداً في سبيل الله ، وليس للشهيد خصوصيةٌ كمصداق بل الخصوصية والقيمة لمفهوم الشهادة التي تعني الوصول إلى الله وشهود وجه المحبوب ، والمنتظِر