responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة المهدي ( عج ) المنتظر نویسنده : إبراهيم الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 158


النجّارٍ يمثِّل الفاعل لذلك الكرسي فلولا الفاعل لما حدث الفعل ، والأخشاب التِّي تمثِّل مادته ولولا المادة لما تواجد الشيء ، وصورة الكرسي أعني شكله الخاص المتميِّز عن شكل السرير والباب وغيرهما من الأشياء المصنوعة من الخشب ، والغاية من ذلك الكرسي التي هي الجلوس عليه وإلاّ لم يكن الكرسي كرسياً .
ثم إنه من المعلوم أنَّ العلة الغائية مقدمَّةٌ علماً مؤخرة عيناً وخارجا كما قيل :
أوّل الفكر آخرُ العمل ، فأوَّل ما يتصوَّره النجّار هو الغاية من الكرسي أعني الجلوس كما أنَّ أوَّل ما يتحقق في الخارج هو الجلوس .
ولا يخفى دور العلَّة الغائية في فعل الفاعل فالغاية هي التِّي تدعو الفاعل إلى الفعل ولولاها لم يفعل ، ولذا قال الحكماء :
( العلة الغائية علة فاعليةُ الفاعل ) .
وأيضاً الغاية لها دور رئيسي في كيفيَّة الفعل وكميَّة المادة ، فهي إذا تخيم على العلل الثلاثة وتوجهها مهما شاءت .
وبصريح الكلمة ، الغاية المتصورة لدى الفاعل هي صاحبة القرار الأخير وهي التي تقود سائر العلل .
وهذا الأصل يشمل جميع ممكنات الوجود سواء الأمور المادية أو المعنوية وسواء القوانين التكوينية أو التشريعية .

158

نام کتاب : دولة المهدي ( عج ) المنتظر نویسنده : إبراهيم الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست