نام کتاب : دولة المهدي ( عج ) المنتظر نویسنده : إبراهيم الأنصاري جلد : 1 صفحه : 145
ويعرف أنَّ تلك المشخصات لم تكن إلاّ أوهام فليس وراء الوجود شيءٌ آخر فلا يعشق إلاّ الله ولا يعبد إلاّ الله ولا يريد إلاّ الله . وحينئذٍ لا يشمله قوله تعالى : ( . . ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط ) [1] لأنَّه بالفعل قد عرف بأنَّ الله سبحانه بكلِّ شئٍ محيط فلا يكون في مريةٍ من لقاء ربِّه بل يكون مصداقاً لقوله تعالى ( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون ) [2] ونقل عن سيُّد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام أنه قال في يوم العاشر من محرم : ( تركت الخلق طرّاً في هواكا وأيتمت العيال لكي أراكا ) لذَة الوصال ونار الفراق إنَّ جميع اللذات الدنيوية إنَّما هي ترجع إلى نفس الإنسان فهي التِّي تلتذ وهي التي تبتهج ولكن حيث أنَّ النفس مسجونة في الجسم نراها بواسطة الحواس الخمسة تتعامل مع الأشياء فتنظر إلى الوردة الجميلة فتلتذ من تلك الرؤية فهي في الواقع لا تلتذ من الوردة ولا تريدها كوردة بل النفس تلتذ بالجمال وتحبُّ الجمال فلو فقدت الوردة جمالَها فلا تحبُّها أصلاً ، وهكذا