responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 508


حركته التكاملية ، حيث جاء التعبير عنه في الحديث الصحيح المروي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنه « الجهاد الأكبر » [1] .
وهذا الجهاد في الحقيقة إنما هو يعبر في أحد أبعاده عن ضبط العواطف ، والسيطرة عليها ، وتوجيهها توجيهاً صحيحاً بما ينسجم مع الحكم الشرعي ، والأهداف الإلهية المقدسة .
وأهمية هذه الضابطة في جانبها الذاتي ، إنما تنبع من موضوع تربية الإرادة الإنسانية ، وتقويتها بحيث تكون منسجمة في فاعليتها واختيارها دائماً مع العقل وحكم الشرع ؛ حيث أعطى الشارع المقدس أهمية خاصة للعقل ؛ لأن الله تعالى جعل للعقل دوراً أساسياً في حركة الإنسان ، وتوجيه إرادته نحو الصلاح ، وتحقيق المصلحة النهائية للإنسان ، وضبط العواطف والانفعالات له .
وقد ورد في الحديث الشريف الصحيح أن الله سبحانه وتعالى خلق العقل ثم قال له : « أقبِل فأقبل ، ثم قال له : أدبِر فأدبر ، ثم قال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحب إليّ منك ، ولا أكملتك إلاّ فيمن أحب . أما إني إياك آمر ، وإياك أنهى ، وإياك أعاقب ، وإياك أثيب » [2] .
وفي حديث آخر معتبر عن عبد الله بن سنان قال : « سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام ) ، فقلت : الملائكة أفضل أم بنو آدم ؟ فقال : قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) : إن الله ركب في الملائكة عقلاً بلا شهوة ، وركب في البهائم شهوة بلا عقل ، وركب في بني آدم كليهما ، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ، ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم » [3] .



[1] وسائل الشيعة 11 : 122 ، أبواب جهاد النفس ، ب 1 ، ح 1 .
[2] راجع الكافي 1 : 10 ، كتاب العقل والجهل ، ح 1 ، والوسائل 11 : 160 ، أبواب جهاد النفس ، ب 8 ، ح 1 .
[3] علل الشرائع ب 6 ، العلة التي من أجلها صار في الناس من هو خير من الملائكة ، ح 1 ، والوسائل 11 : 164 ، أبواب جهاد النفس ، ب 9 ، ح 2 .

508

نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 508
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست