نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 484
بين الناس عندما يكونون من أب وأُم واحدة . وبذلك وضع الاسلام الصلة والعلاقة في العقيدة اجتماعياً موضع الصلة والعلاقة النسبية التكوينية ( الاخوة ) وفي قيمتها وأهميتها . فقد ورد في عدة أحاديث معتبرة تأكيد هذا المفهوم في موضوع الزواج الذي كانت العرب وعامة المجتمعات الانسانية تشترط فيه شروطاً مادية ومعنوية لا علاقة لها بهذا المفهوم . ومن جملة هذه الروايات المعتبرة ما رواه الكليني في الكافي من قصة زواج « جويبر » وهو رجل من أهل اليمامة أسلم فحسن إسلامه ، وكان رجلاً قصيراً دميماً محتاجاً عارياً ، ومن قباح السودان ، حيث أمره رسول الله أن يخطب من زياد أحد رؤساء قبائل المدينة ، وقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « . . . يا جويبر ، إن الله قد وضع بالاسلام من كان في الجاهلية شريفاً ، وشرّف بالاسلام من كان في الجاهلية وضيعاً ، وأعزّ بالاسلام من كان في الجاهلية ذليلاً ، وأذهب بالاسلام ما كان من نخوة الجاهلية وتفاخرها بعشائرها وباسق أنسابها ، فالناس اليوم كلهم أبيضهم وأسودهم وقرشيهم وعربيهم وعجميهم من آدم ، وإن آدم خلقه الله من طين ، وإن أحب الناس إلى الله عزّ وجلّ يوم القيامة أطوعهم له وأتقاهم . . . » . وقد ورد فيها أيضاً : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لزياد ، وهو أبو البنت المخطوبة : « يا زياد ، جويبر مؤمن ، والمؤمن كفؤ المؤمنة والمسلم كفؤ المسلمة ، فزوّجه يا زياد » [1] . احترام الانسان في العلاقات العامة : كما أن الاسلام الذي جعل الايمان إطاراً للعلاقة الاجتماعية بين المسلمين لم
[1] انظر الكافي 5 : 339 - 343 ؛ ففي هذه القصة مواعظ وحكم رائعة ، وكذلك في قصة زواج حبيب مثل ذلك . كما أن في هذا الباب وما بعده قضايا أخرى تؤكد هذا المفهوم يحسن الاطلاع عليها .
484
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 484