نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 466
وبذلك يمثل نظام العلاقات الاجتماعية الإطار أو القاعدة الأساس التي يمكن أن تستقر عليها بقية الأنظمة الخاصة التي تتولد من العقود والالتزامات الخاصة أو المسؤوليات العامة المشخّصة . ومن ثمَّ يمكن لتلك الأنظمة الخاصة أن تؤدي دورها المطلوب في الحياة الانسانية وتحقيق التكامل لها ، لأن نظام العلاقات العامة يعالج موضوع أصل العلاقة الاجتماعية والرابطة الانسانية . الأسرة ونظام العلاقات : والأساس التاريخي لنظام العلاقات الاجتماعية العامة هو علاقة الأسرة والزواج التي تطورت - بعد ذلك - إلى علاقة العشيرة والقبائل والشعوب ، كما يشير القرآن الكريم إلى ذلك بقوله تعالى : ( يا أيها الناسُ إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ اللّهَ عليمٌ خبيرٌ ) [1] . وقوله تعالى : ( يا أيها الناسُ اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجَها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً ) [2] . كما أن الأسرة في نفس الوقت تمثّل اللبنة الأولى والأساس في النظرية الاسلامية في بناء المجتمع الانساني الصالح ، وكذلك هي في نظر أهل البيت ( عليهم السلام ) ، حيث اهتم الاسلام بها ووضع للعلاقات فيها نظاماً دقيقاً محكماً وشاملاً ينظّم مجموع العلاقات في الأسرة بأدق تفاصيلها ومختلف شؤونها . كما أن نظرية أهل البيت ( عليهم السلام ) في الأسرة وفي العلاقة الزوجية فيها خصوصيات وامتيازات تجعلها قادرة على مواجهة جميع المشكلات الاجتماعية