نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 43
وإنما كانوا دائماً يتمسّكون بنهج الدفاع عن النفس عندما يتعرضون للعدوان في أشد الحالات ، وقد يتمسّكون بالصبر والسكوت وتحمّل ألوان الأذى والهضم لحقوقهم الطبيعية تأثّراً بهذا النهج . كما أنهم لم ينهجوا منهج العنف والارهاب وأساليب الاغتيال واختطاف الرهائن واحتجازها أو القتل عطشاً وجوعاً . وسيأتي مزيد من التوضيح لمنهج التقية في نظام أمن الجماعة ، ولكن لننظر إلى النص التالي الذي يحدّد فيه الإمام الصادق ( عليه السلام ) أحد خلفيّات منهج التقية ، فقد روى الكليني في الأصول بسند صحيح عن مرازم عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : « عليكم بالصلاة في المساجد وحسن الجوار للناس وإقامة الشهادة وحضور الجنائز . إنه لا بد لكم من الناس . إن أحداً لا يستغني عن الناس حياته ، والناس لا بد لبعضهم من بعض » [1] . 4 - المبدئية والمثل العليا : ظاهرة الالتزام بالروح المبدئية والمثل العليا وجانب الحق والعناوين الأولية للأحكام الشرعية في الأوساط الشيعيّة وأتباع أهل البيت ، حيث أصبح هذا الالتزام ظاهرة يتسم بها شيعة أهل البيت ، وانتهى بهم إلى أن يعيشوا دائماً في صف المعارضة للحكم ، الأمر الذي جعلهم يفقدون الكثير من المكاسب الماديّة وعرّضهم للطغيان . ولكن هذه الروح وهذا النهج كان سبباً مهماً في احتفاظ المجتمع الاسلامي بقيمه ومثله ، من خلال حركة الانسان الصالح الذي يتمسك بالحق ويزهد في الدنيا ويطمح إلى تحقيق المثل والأهداف السامية .
[1] وسائل الشيعة 8 : 399 ، ب : 1 من أبواب العشرة ، ح 5 .
43
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 43