نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 392
أخرى ، وهذا يخلق ضغطاً اقتصادياً إضافياً على الجماعة الصالحة . وفي هذا المجال نجد أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) يتّخذون إجراءً يعالج هذه المشكلة الواقعية الشرعية . حيث ينصحون أتباعهم بعدم الدفع لعمال الحكومة مهما وسعهم ذلك ، انسجاماً مع الحكم الشرعي الواقعي ، وفي حالة عدم التمكّن ولو بسبب الظروف السياسية والاجتماعية ( التقية ) يتم الدفع لعمال الحكومة . وقد تركوا تشخيص هذا الظرف إلى صاحب المال نفسه واعتبروا هذا الدفع مبرئاً للذمة ، حيث إن هذه الحكومات وإن كانت غير مؤهلة للولاية إلاّ أنها حكومات اسلامية على أي حال ، ويراد للجماعة أن تتعايش مع هذا الحكم والمجتمع الاسلامي ، وبدون ذلك فسوف تقع الجماعة الصالحة تحت ضغط سياسي في حالة عدم الدفع ، أو ضغط اقتصادي إضافي في حالة الدفع ، وهذا ما لا يرضاه أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) لها . وقد ورد الحديث عن هذا الإجراء في مجموعة من النصوص ، أشار بعضها إلى تفسيره أيضاً . ففي صحيحة يعقوب بن شعيب التي رواها الكليني في الكافي ، والصدوق في من لا يحضره الفقيه « قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن العشور [1] التي تؤخذ من الرجل ، أيحتسب بها من زكاته ؟ قال : نعم إن شاء الله » . وجاء في صحيحة العيص بن القاسم التي رواها الكليني في الكافي والشيخ الطوسي في التهذيب والاستبصار عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) « في الزكاة قال : ما أخذوا منكم بنو أمية فاحتسبوا به ولا تعطوهم شيئاً ما استطعتم ، فإن المال لا يبقى على هذا أن يزكّيه مرّتين » . وكذلك صحيحة سليمان بن خالد التي رواها الكليني في الكافي والشيخ
[1] العشر : هو نسبة الزكاة في الغلاّت ، ويطلق على عامة الزكاة أيضاً .
392
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 392