نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 355
الأرض اجتمعوا على أن يُضلّوا عبداً هداه الله ما استطاعوا ، كفّوا عن الناس ، ولا يقول أحدكم : أخي وابن عمي وجاري ، فإن الله عزّ وجلّ إذا أراد بعبد خيراً طيّب روحه ، فلا يسمع بمعروف إلاّ عرفه ، ولا بمنكر إلاّ أنكره ، ثم يقذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره » [1] . وعن علي بن عقبة عن أبيه قال : « قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : اجعلوا أمركم هذا لله ، ولا تجعلوه للناس ، فإنه ما كان لله فهو لله ، وما كان للناس فلا يصعد إلى السماء ، ولا تخاصموا بدينكم ، فإن المخاصمة ممرضة للقلب ، إن الله عزّ وجلّ قال لنبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( إنك لا تهدي من أحببتَ ولكنّ الله يهدي من يشاء ) وقال : ( أفأنت تُكرِهُ الناسَ حتى يكونوا مؤمنين ) ذروا الناس ، فإن الناس أخذوا عن الناس ، وإنكم أخذتم عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلي ( عليه السلام ) ، ولا سواء ، وإني سمعت أبي ( عليه السلام ) يقول : إذا كتب الله على عبد أن يدخله في هذا الأمر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره » [2] . ولكن في موقف آخر ( يسمح ) أهل البيت ( عليهم السلام ) بالدعوة إلى العقيدة الصحيحة عندما يرون أن الفرصة المناسبة والأرضية الجيدة لتقبّلها موجودة : عن سليمان بن خالد قال : « قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إن لي أهل بيت وهم يسمعون منّي ، أفأدعوهم إلى هذا الأمر ؟ فقال : نعم ، إن الله يقول في كتابه : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ) » [3] . وعن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « أن رجلاً قال له : أوصني ، فقال : أُوصيك أن لا تشرك بالله شيئاً ، ولا تعصِ والديك ، إلى أن قال : وادعُ
[1] وسائل الشيعة 11 : 450 ، ح 3 . [2] المصدر السابق : 450 ، ح 4 . [3] المصدر السابق : 449 ، ح 1 .
355
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 355