نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 345
محاصرين سياسياً واقتصادياً ، ويتعرّضون للقتل والمطاردة والرقابة المشددة التي لم تكن تسمح لهم بإيجاد هذه الاتصالات الواسعة لولا هذا التوجيه الخاص في مجال هذا الخط الذي التزمه أهل البيت لشيعتهم ، كما تشير إليه بعض النصوص أيضاً . فقد جاء في الحديث الذي رواه النعماني في الغيبة وغيره ، بعد أن يصف الإمام الصادق ( عليه السلام ) الشيعة الخلصاء بقوله : « إنما شيعتنا من لا يهرّ هرير الكلب ، ولا يطمع طمع الغراب ، ولا يسأل الناس بكفّه وإن مات جوعاً ، قلت « السائل » : جعلت فداك ، فأين أطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة ؟ فقال : أطلبهم في أطراف الأرض ، أُولئك الخشن عيشهم ، المنتقلة دارهم ، الذين إن شهدوا لم يُعرفوا ، وإن غابوا لم يفتقدوا . . . » [1] . الثالث : إن بعض الحوادث التاريخية الكبرى في التاريخ الاسلامي كان نشوؤها بسبب هذا الخط الأمني ، فإن دولة الفاطميين في شمال إفريقيا ، ودولة الحسنيين في طبرستان ، ونشوء وظهور بعض الحركات العلوية ، خصوصاً في العصر العباسي ، كان باعتبار وجود هذه المثابات ونموّها التدريجي بحيث تحوّلت إلى قوة كبيرة تهدد الدولة المركزية أو تزعجها . الرابع : وجود بعض النصوص التي وردت عن أهل البيت ( عليهم السلام ) والتي تسمح بالهجرة إلى البلاد غير الاسلامية بشرط وجود الفرصة للإعلان عن العقيدة والدعوة إليها . مع أن الهجرة إلى البلاد غير الاسلامية تعتبر من « التعرّب بعد الهجرة » [2] وهو محرم في الشريعة الاسلامية ، وقد ورد تأكيد حرمته عن أهل
[1] بحار الأنوار 65 : 165 ، ح 16 . [2] التعرب بعد الهجرة هو الانتقال من بلد يكون الاسلام فيه قوياً إلى بلد يرق فيه الدين ويضعف بسبب الوضع الاجتماعي لذلك البلد ، كما هو الحال في البلاد الغربية ، أو ما كان عليه الحال في المناطق البدوية نسبة إلى المدينة المنورة .
345
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 345