2 - أبعاد الهوية :
وقد اهتم أهل البيت ( عليهم السلام ) في تحديد معالم هوية الجماعة الصالحة بعدة أبعاد رئيسة تمثل المضمون العام لرسالة الاسلامية ، ونجد هذه الأبعاد واضحة في الروايات التي وردت عنهم وهم يتحدثون فيها مع اتباعهم وشيعتهم عن هويتهم ويرسمون فيها معالمها ويحددون لهم شخصيتهم .
البعد الأول : ( الاسلام ) والرسالة الاسلامية في مضمونها وأهدافها ، حيث نلاحظ الاهتمام بذكر المفاهيم والمصطلحات القرآنية ووضع الأهداف الرسالية الاسلامية والمضامين الروحية والمعنوية في صلب هذه المعالم . لأن أهل البيت ( عليهم السلام ) أرادوا للجماعة الصالحة إن يعيشوا في ضمن الأمة الاسلامية وكجزء منها يتحملون مسؤوليتها ويؤثّرون فيها ، ويعملون من أجل تحقيق أهدافها ، بل أرادوا لهم أن يكونوا القدوة والأسوة الصالحة لها .
البعد الثاني : الجذر ( التاريخي ) والرسالات الإلهية السابقة ، وان وجود الجماعة الصالحة ليس حدثاً طارئاً في التاريخ الاسلامي أفرزته الظروف السياسية الاستثنائية التي أدت إلى أبعاد أهل البيت عن قيادة التجربة الاسلامية ، بل هي جماعة تمثل في جذورها امتداداً للرسالات الإلهية السابقة وهدفاً لها . شأنها في ذلك شأن الاسلام نفسه الذي حرص على تأكيد هذا الجذر التاريخي له من خلال تأكيد تصديقه للرسالات السماوية وارتباطه بدعوة خليل الرحمن إبراهيم ( عليه السلام ) .
البعد الثالث : الولاء لأهل البيت بمعناه العميق والشامل من الحب والنصرة والعهد والميثاق معهم والانتماء إليهم سياسياً وفكرياً وسلوكياً ، وتحمل مسؤولية هذا الانتماء وآلامه ومصاعبه .
حيث يمثل أهل البيت ( عليهم السلام ) الامتداد الطبيعي للنبوة الخاتمة والاستمرار

240