نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 160
ويساهم في هذه المجالس أكبر مساحة من الجمهور المسلم وبمختلف مستوياته الاجتماعية والدينيّة . وقد حفظ هذا البعد في التخطيط وحدة الجماعة الصالحة في حركتها الاجتماعيّة والإنسانيّة في مسيرة التأريخ بالرغم من المصاعب والمحن والآلام . الرابع : نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة التي كانت تواجه في بعض الأدوار التأريخيّة محاولات الحظر والإرهاب الفكري والجسدي ، أو تواجه مشكلات عدم توافر الوسائل والإمكانات البشرية أو المادية لنشر هذه الثقافة . فقد كانت ثقافة مدرسة أهل البيت بمختلف أبعادها العقائديّة والأخلاقية والسلوكية والتأريخية ذات ميزات وخصائص ترتبط بالخصائص التي يتميّز بها الخط الأصيل للإسلام الذي انتهجه أهل البيت ( عليهم السلام ) . ولم تكن الفرصة مهيأة - بل كانت في بعض الأحيان محظورة - لنشر هذه الثقافة ، كما إنّ المؤسسات الدينية كالمدارس والمساجد والمراكز الثقافية الأخرى لم تكن متميّزة أو متوافرة ، الأمر الذي كان يهدّد هذه الجماعة الصالحة بالذوبان أو الضياع أو الجهل والتعصّب الأعمى ، فكانت المجالس الحسينيّة المدرسة الثقافية المتحركة التي تلبّي هذه الحاجات المختلفة . فقد روى الكليني بطريق معتبر عن ميسر عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « قال لي : أتخلون وتتحدثون وتقولون ما شئتم ؟ فقلت : أي والله إننا لنخلو ونتحدث ونقول ما شئنا . فقال : أما والله لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن ، وأما والله إني لأحب ريحكم وأرواحكم ، وانكم على دين الله ودين ملائكته فأعينوا بورع واجتهاد » [1] .