نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 131
لا بد لأتباعهم من أن يحصلوا عليه في مختلف المجالات الانسانية والطبيعية . ولم يكتفوا بمجرد التعددية والتنوع في المعلومات الثقافية ، بل حثّوا أتباعهم على فكرة الاختصاص بحيث يتمكنون من الوصول إلى المستوى العالي في مختلف القضايا الثقافية ، فإن أهل البيت كانوا قد أدركوا منذ البداية أهمية التوسع في مجالات العلوم الإنسانية والطبيعية ، وما سوف يشهده العالم الإسلامي من آفاق المعرفة ، أو يواجهه من الصراعات الفكرية والانحرافات العقائدية ، كما حصل من قبل تيارات الإلحاد والزندقة والغلوّ والتعصب واتّباع الرأي والهوى والاختلاط بالحضارات اليونانية والهندية والفارسية والبيزنطية . ولذلك نجد المختصين في هذه العلوم ليس في العصور المتأخرة من التأريخ الاسلامي فحسب حيث تشعّبت الأمور الثقافية واتّسعت ، بل نشاهد هذا النوع من التخصص والتفكير فيه في بداية القرن الثاني الهجري وبتوجيه خاص من الأئمة ( عليهم السلام ) أنفسهم ، حيث نشاهد مختصين بعلم الكلام مثل هشام بن الحكم ، وفي الإفتاء مثل زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم ، وفي القرآن مثل أبان بن تغلب ، وفي التأريخ مثل أبان الأحمر البجلي ، وسليم بن قيس ، ولوط بن يحيى ، وفي العلوم الطبيعية مثل جابر بن حيّان الذي علّمه الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) علم الكيمياء ، وكان واضع أسس هذا العلم ، والمفضل بن عمر ، وغيرهم من كبار العلماء المختصين [1] . إن هذه الشمولية من ناحية ، والاختصاص من ناحية أخرى ، كانت منهجاً في البناء الثقافي لهذه الكتلة من أجل مواجهة المتطلبات وملء الفراغات وسد الحاجات التي تحتاجها الجماعة من ناحية ، وإعطاء الجماعة استقلاليتها في البناء والحركة والاعتماد على الذات من ناحية أخرى ، ومن أجل أن تأخذ موقعها
[1] للمزيد من الاطلاع راجع كتاب تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام للعلامة السيد حسن الصدر .
131
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 131