نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 64
تبعه من الناس فإذا هم سبعون ألفا ، وكان من غلاة المشبهة ، وصار يلقي على العوام الآيات المتشابهة والأخبار التي ظواهرها يوافق عقول العوام وما ألفوه . ففطن الحذاق من العلماء ، فأخذوه ووضعوه في السجن ، فلبث في سجن نيسابور ثماني سنين . ثم لم يزل أتباعه يسعون فيه حتى خرج من السجن ، وارتحل إلى الشام ، ومات بها في زعر ، ولم يعلم به إلا خاصة من أصحابه ، فحملوه ودفنوه في القدس الشريف ، وكان أتباعه في القدس أكثر من عشرين ألفا على التعبد والتقشف ، وقد زين لهم الشيطان ما هم عليه وهم من الهالكين وهم لا يشعرون ، واستمر على ما هم عليه خلق شأنهم حمل الناس على ما هم عليه إلى وقتك هذا . قال الله تعالى : { أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا } [1] قال سعيد بن جبير : هذه الآية نزلت في أصحاب الأهواء والبدع . المعنى : أنه ركض في ميادين الباطل ، وهو يظنها حقا . وكان ابن عباس - رضي الله عنهما - يقول عند هذه الآية : إن الضلالة لها حلاوة في قلوب أهلها . والبدعة هي استحسان ما يسوق إليه الهوى والشبهة مع الظن بكونها حقا . وهؤلاء ينزع من قلوبهم نور المعرفة ، وسراج التوحيد من أسرارهم ، ووكلوا إلى ما اختاروا ، فضلوا وأضلوا { ويحسبون أنهم على شئ ألا إنهم هم الكاذبون } [2] حتى ينكشف لهم الأمر . كما قال الله تعالى : { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } [3] قيل : عملوا