نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 39
يعلمه ، وذلك إنما يكون في المخلوق ، وأما الخالق فلا يليق به ذلك ، فمعناه عظم قدر ذلك الشئ عنده ، لأن المتعجب من الشئ يعظم قدره عنده . فالمعنى في حديث الضيف : عظم قدره وقدر زوجته عنده حتى نوه بذكرهما في أعظم كتبه ، وعظم قدر المجئ بهم في السلاسل حتى أدخلهم الجنة ، وجعلهم من أوليائه وأنصار دينه . ومن ذلك حديث : ( لله أفرح بتوبة عبده ) [1] ، ومعناه أرضى بها . ومنه [2] قوله { كل حزب بما لديهم فرحون } [3] ، أي راضون ، ونحو ذلك مما هو كثير في القرآن ، وكذا الأحاديث : ومنها حديث النزول . وهو في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، يقول : من يدعوني فأستجب له . . . . ) إلى آخره . وهذا الحديث رواه عشرون نفسا من الصحابة رضي الله عنهم . وقد تقدم أنه يستحيل على الله - عز وجل - الحركة والتنقل والتغير ، لأن ذلك من صفات الحدث ، فمن قال ذلك في حقه تعالى فقد ألحقه بالمخلوق ، وذلك كفر صريح لمخالفة القرآن في تنزيهه لنفسه سبحانه وتعالى . ومن العجب العجيب أن يقرأ أحدهم قوله تعالى : { وأنزلنا الحديد } مع أن معدنه في الأرض . وقوله تعالى : { وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج } .
[1] مسلم 8 / 91 كتاب التوبة . [2] أي من هذا الاستعمال اه مصححه . [3] سورة المؤمنون : 53 .
39
نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 39