الله فرجه » ، قد جاء لينذر بانحراف خطير في المجال العقائدي ، فضلاً عن المجال العلمي ، وذلك حينما اقتصر على زاوية واحدة منه ، وهي تلك التي تشغل بال الناس ، وتستأثر باهتمامات الكثرة الكاثرة منهم ، ألا وهي علامات ظهوره « عليه السلام » وما رافق ذلك من إخبارات غيبية بما سيحدث في آخر الزمان . أو في طول الزمان الممتد من عصرهم صلوات الله وسلامه عليهم إلى حين ظهور الإمام الحجة « عجل الله تعالى فرجه » . . وقد استبطن ذلك إهمال سائر مفردات ومجالات التعامل مع هذه القضية حتى أصبحت في عالم النسيان ، لا تكاد تخطر لأحد منهم على بال ، ولا تمّر له في خاطر ، رغم أنها هي الأهم والأكثر مساساً بحياتهم وبوجودهم ، وعلى رأسها التعامل معه كقائد للمسيرة ، ومهيمن على السلوك ، والموقف ، وموجّه لها . . وهكذا . . لم يعد الإمام المهدي بالنسبة إلى الكثيرين منا هو ذلك الإمام الحاضر والناظر ، الذي يعيش من أجل قضية ، ويعمل ويضحّي ، ويدعونا إلى العمل والجهاد والتضحية من أجلها وفي سبيلها . كما أننا لم نعد نحمل هُمومه كما يحمل هو هُمومنا ، ولا نشعر معه كما يشعر هو معنا ، ولا نرقب حركتنا معه كما يرقب هو حركتنا ، ولا نتوقع منه ، ولا نريد أن يتوقع منا أي عمل إيجابي تجاه القضية الكبرى التي يعيشها ، ويجاهد ويعاني في سبيلها وفي قضيتنا قضية الإسلام والإنسان ، وهي القضية الأكثر أهمية وحساسية بالنسبة لنا ، لأنها تمس وجودنا ومستقبلنا ومصيرنا في الصميم . وطبيعي أن يترك هذا التعامل منا مع موضوع الإمام المهدي « عجل الله فرجه » آثاره السلبية ، والخطيرة على مجمل الحياة التي نعيشها لأنه يمثل انفصالاً حقيقياً عن القيادة ، وعن القائد من جهة ، ولأنه يضع المزيد من