أحدا حبي له ، ولكن هؤلاء ( يعني العلويين ) أشد الناس إلخ . " [1] . ثم يلقي التبعة في ذلك عليهم ، ويقول : إنهم إلى بني أمية أميل منهم إلى بني العباس الخ كلامه . بل لقد رأيناه يعلن أمام أعاظم العلماء عن توبته مما كان منه من أمر الطالبيين ونسلهم [2] . وذلك أمر طبيعي بعد أن كان يتتبع خطواتهم ويقتلهم " وبعد أن كانت سجون العباسيين ، وخصوصا المنصور والرشيد ، قد امتلأت من العلويين ، وكل من يتشيع لهم " على حد تعبير أحمد أمين [3] . وأخيرا . فقد بلغ من ظلم الرشيد للعلويين أن توهم البعض أن المأمون إنما بايع للرضا بولاية العهد ، من أجل أن يمحو ما كان من أمر الرشيد في آل علي عليه السلام ، كما عن البيهقي ، عن الصولي [4] . وأما المأمون : فستأتي الإشارة إلى بعض ما فعله في آل علي في تضاعيف الفصول الآتية إن شاء الله تعالى . والشعراء أيضا قد قالوا الحقيقة : وهكذا . يتضح لنا كيف أن العباسيين قد انقلبوا - بدافع من
[1] تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 293 . [2] شرح ميمية أبي فراس ص 127 . [3] راجع : ضحى الإسلام ج 3 ص 296 ، 297 . [4] عيون أخبار الرضا ج 2 ص 147 ، والبحار ج 49 ص 132 ، وغير ذلك .