responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 85


وإن كانت سيرتهم الحميدة ، وخصوصا أهل البيت منهم ، كانت تدفع كل شائعة ، وسلوكهم المثالي يدحض كل افتراء .
وأما الاضطهاد والتشريد ، وزج العشرات والمئات منهم في السجون الرهيبة ، التي كان من يدخل إليها لا يأمل بالخروج منها ، حيث إن دخول السجن إنما كان يعني في الحقيقة دخول القبر . . وأما دسهم السم لكل شخصية لا يستطيعون الاعتداء عليها جهارا - أما ذلك - فلم يكن ليكفيهم أيضا ، ولا ليقنعهم قطعا . حيث إنهم إنما كانوا متعطشين إلى الولوغ في دمائهم ، ومشتاقين إلى التفنن في تعذيبهم ، واختراع أساليب جديدة في ذلك ، فسمروا بالحيطان من سمروا ، وأماتوا جوعا من أماتوا ، ووضعوا في الأسطوانات منهم من وضعوا . إلى غير ذلك مما يظهر لكل من له أدنى اطلاع على تاريخهم ، وتاريخ سلوكهم مع أبناء عمهم العلويين .
وأما قتلهم لهم جماعات ، فأشهر من أن يحتاج إلى بيان . وقضية المنصور مع بني حسن لا يكاد يخلو منها كتاب تاريخي . وكذلك قضية الستين علويا ، الذين قتلوا بأمر من الخليفة " المنصور " باستثناء غلام منهم ، لا نبات بعارضيه [1] .



[1] هذا ما نقله في شرح شافية أبي فراس ص 174 عن الدر النظيم ، عن أحمد بن حنبل ، الذي رأى رجلا متعلقا بأستار الكعبة ، يضرع إلى الله بالمغفرة ، وأقر له بأنه بنى على هؤلاء ما عدا الغلام المذكور بأمر من المنصور . . وفي عيون أخبار الرضا ج 1 ص 108 ، فما بعدها ، وشرح ميمية أبي فراس ص 176 ، 177 ، والبحار ج 48 ص 176 فما بعدها . قصة شبيهة بهذه ينقلها عن حميد بن قحطبة الذي كان يفطر في شهر رمضان ، ليأسه من مغفرة الله ، لأنه قتل ستين علويا في ليلة واحدة بأمر من الرشيد . . ولكن الظاهر أن ذكر الرشيد اشتباه من الراوي ، ولعله عمدي ، لأن حميدا قد مات سنة 158 ، على ما صرح به في البحار ج 48 ص 322 ، وخلافة هارون الرشيد إنما بدأت سنة 170 ، ولعل القصة الحقيقية هي ما عن أحمد بن حنبل ، وإنما حرفها المحرفون لحاجة في نفس يعقوب ، لا تخفى على المتتبع الخبير ، والناقد البصير .

85

نام کتاب : حياة الإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست