responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 454


أما بعد :
عرف المأمون كتابكم ، وتدبير أمركم . ومخض زبدتكم . وأشرف على قلوب صغيركم وكبيركم ، وعرفكم مقبلين ومدبرين ، وما آل إليه كتابكم قبل كتابكم . في مراوضة الباطل ، وصرف وجوه الحق عن مواضعها ، ونبذكم كتاب الله والآثار ، وكلما جاءكم به الصادق محمد ( ع ) ، حتى كأنكم من الأمم السالفة ، التي هلكت بالخسفة ، والغرق ، والريح ، والصيحة ، والصواعق ، والرجم . .
أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ؟ . والذي هو أقرب إلى المأمون من حبل الوريد ، لولا أن يقول قائل : إن المأمون ترك الجواب عجزا لما أجبتكم ، من سوء أخلاقكم ، وقلة أخطاركم . وركاكة عقولكم ، ومن سخافة ما تأوون إليه من آرائكم ، فليستمع مستمع ، فليبلغ شاهد غائبا . .
أما بعد :
فإن الله تعالى بعث محمدا على فترة من الرسل ، وقريش في أنفسها ، وأموالها ، لا يرون أحدا يساميهم ، ولا يباريهم ، فكان نبينا صلى الله عليه وآله أمينا من أوسطهم بيتا ، وأقلهم مالا ، فكان أول من آمن به خديجة بنت خويلد ، فواسته بمالها . ثم آمن به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سبع سنين ، لم يشرك بالله شيئا طرفة عين ، ولم يعبد وثنا ، ولم يأكل ربا ، ولم يشاكل الجاهلية في جهالاتهم ، وكانت عمومة رسول الله إما مسلم مهين ، أو كافر معاند ، إلا حمزة فإنه لم يمتنع من الإسلام ، ولا يمتنع الإسلام منه ، فمضى لسبيله على بينة من ربه .
وأما أبو طالب : فإنه كفله ورباه ، ولم يزل مدافعا عنه ، ومانعا منه ، فلما قبض الله أبا طالب ، فهم القوم ، وأجمعوا عليه ليقتلوه ،

454

نام کتاب : حياة الإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست