responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 341


واضطراب حبل المسلمين ، ولقرب أمر الجاهلية . . وهذا مما قد نص عليه علي ( ع ) نفسه في أكثر من مورد ، وأكثر من مناسبة ، قال ( ع ) :
" . . وأيم الله ، لولا مخافة الفرقة بين المسلمين ، وأن يعود الكفر ، ويبور الدين ، لكنا على غير ما كنا لهم عليه . . " ، ويقول : " إن الله لما قبض نبيه ، استأثرت علينا قريش بالأمر ، ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة ، فرأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين ، وسفك دمائهم ، والناس حديثوا عهد بالإسلام ، والدين يمخض مخض الوطب ، يفسده أدنى وهن ، ويعكسه أدنى خلف . . " [1] .
وهكذا تمام كان الحال بالنسبة للإمام الرضا ( ع ) ، حفيد علي ، ووارثه ، الذي كان زمانه لا يبعد حال الناس فيه على حال الجاهلية ، فإنه آثر أن يصبر على هذه المحنة ، خوفا من شتات الدين ، واضطراب حبل المسلمين ، وذلك بتعريض نفسه ، وشيعته ، والعلويين للهلاك ، أو على الأقل للاضطهاد ، الأمر الذي سوف تكون له أسوأ النتائج على الدين والأمة ، كما قلنا . .
وإذا ما قرأنا بعد ذلك قوله ( ع ) : " . . وقد جعلت الله على نفسي ، - إن استرعاني على المسلمين ، وقلدني خلافته - العمل فيهم عامة ، وفي بني العباس بن عبد المطلب خاصة ، بطاعة الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله . . " . . فإن ما يسترعي انتباهنا هو تنصيصه على بني العباس خاصة وأنه سوف يعمل فيهم بطاعة الله ، ورسوله . . " فلا يسفك دما حراما ، ولا يبيح فرجا ولا مالا ، إلا ما سفكته حدوده ، وأباحته فرائضه إلخ . " .
فإن هذا التنصيص إنما هو في مقابل " الأرحام التي قطعت ، وفزعت ،



[1] راجع شرح النهج للمعتزلي ج 1 ص 307 ، 308 وغير ذلك .

341

نام کتاب : حياة الإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست