ضده . كما أنه يكون بذلك قد جمع المزيد من المؤيدين له ، ليستطيع مقابلتهم ، والوقوف في وجههم ، وينتقم منهم [1] . ولكنه رأي لا تمكن المساعدة عليه : لأن منطق الأحداث ، وواقع ظروف المأمون يأبيان كل الإباء أن يكون هذا سببا منطقيا للبيعة . . وقد قدمنا في الفصلين السابقين البيان الكافي والوافي لما يتعلق بهذا الموضوع . هذا بالإضافة إلى أن ذلك لا يتلائم مع ما هو معروف عن المأمون ، من الدهاء والسياسة ، وهل يمكن أن يقدم المأمون على خلق وإثارة مشاكل هو في غنى عنها ؟ وعلى الأخص في تلك الفترة من الزمن ، التي كانت طافحة بالمشاكل ، وكان العصيان فيها معلنا في أكثر مناطق الدولة ، ومهددا به من كل جانب ومكان ؟ ! . إن الحقيقة هي : أن المأمون في تلك الفترة بالذات ، وكان بحاجة إلى أن يكتسب ثقة وحب أي إنسان كان . فضلا عن ثقة وحب أهل بيته ، وعشيرته : العباسيين . ثم . . وهل يمكن أن يلجأ المأمون للانتقام منهم ، إلى هذا الأسلوب بالعاجز ، بعد أن خضعوا له وانقادوا لأمره ، وسلموا بالأمر الواقع ، بعد مقتل الأمين ؟ ! ولماذا لا يقدر : أنهم سوف يقابلونه بالمثل ، ويقومون في وجهه ، ثأرا لكرامتهم ، ودفاعا عن وجودهم ؟ ! . ولماذا يعطيهم الفرصة لإبراز عضلاتهم ضده ، ويجعلهم يفكرون في
[1] الصلة بين التصوف والتشيع ص 219 ، والإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج 2 جزء 4 ص 492 ، والتربية الدينية للفضلي ص 100 ، الطبعة الخامسة ، وغير ذلك .