دفعه أبوه إلى جعفر بن يحيى البرمكي ، فنشأ في حجره ، كانت ولادته في سنة 170 ه . في نفس الليلة التي تولى فيها أبوه الخلافة . وكانت وفاته سنة 218 ه . وكان مربيه الفضل بن سهل ، ثم أصبح وزيره ، وهو المعروف بذي الرئاستين . وكان قائده : طاهر بن الحسين ذو اليمينين . . ميزات وخصائص : وقد كانت حياته حياة جد ونشاط ، وتقشف ، على العكس من أخيه الأمين ، الذي نشأ في كنف " زبيدة " ، وما أدراك ما " زبيدة " ، فقد كانت حياته حياة نعمة وترف ، يميل إلى اللعب والبطالة ، أكثر منه إلى الجد والحزم . يظهر ذلك لكل من راجع تاريخ حياة الأخوين . ولعل سر ذلك يعود إلى أن المأمون لم يكن كأخيه ، يشعر بأصالة محتده ، ولا كان مطمئنا إلى مستقبله ، وإلى رضا العباسيين به . بل كان يقطع بعدم رضاهم به خليفة وحاكما ، ولهذا . فقد وجد أنه ليس لديه أي رصيد يعتمد عليه غير نفسه ، فشمر عن ساعد الجد ، وبدأ يخطط لمستقبله منذ اللحظة الأولى التي أدرك فيها واقعه ، والمميزات التي كان يتمتع بها أخوه الأمين عليه .