وبعد : فأما علمه ، وورعه وتقواه : فذلك مما اتفق عليه المؤرخون أجمع ، يعلم ذلك بأدنى مراجعة للكتب التاريخية ، ويكفي هنا أن نذكر أن نفس المأمون قد اعترف بذلك ، أكثر من مرة ، وفي أكثر من مناسبة . بل في كلامه : أن الرضا ( ع ) أعلم أهل الأرض ، وأعبدهم . ولقد قال لرجاء بن أبي الضحاك : " . بلى يا ابن أبي الضحاك ، هذا خير أهل الأرض ، وأعلمهم ، وأعبدهم . " [1] . وقد قال أيضا للعباسيين ، عندما جمعهم ، في سنة 200 ه . وهم أكثر من ثلاثة وثلاثين ألفا [2] : " إنه نظر في ولد العباس ، وولد علي رضي الله عنهم ، فلم يجد أحدا أفضل ، ولا أورع ، ولا أدين ، ولا أصلح . ولا أحق بهذا الأمر من علي بن موسى الرضا [3] .
[1] راجع : البحار ج 49 ص 95 ، وعيون أخبار الرضا ج 2 ص 183 ، وغير ذلك . [2] مروج الذهب ج 3 ص 440 ، والنجوم الزاهرة ج 2 ص 166 ، وغاية المرام للعمري الموصلي ص 121 ، ومآثر الإنافة في معالم الخلافة ج 1 ص 212 ، والطبري ، طبع ليدن ج 11 ص 1000 ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 333 ، وغير ذلك . وورد ذلك أيضا في رسالة الحسن بن سهل ، لعيسى بن أبي خالد ، فراجع : الطبري ج 11 ص 1012 ، وتجارب الأمم ج 6 المطبوع مع العيون والحدائق ص 430 . هذا . ولكن في تاريخ التمدن الإسلامي ، ج 1 ص 176 ويؤيده ما في وفيات الأعيان لابن خلكان ، طبع سنة 1310 ج 1 ص 321 ، ويساعد عليه الاعتبار أيضا : أن الذين أحصوا آنئذ هم : العباسيون خاصة المأمون ، دون غيرهم من سائر بني العباس . [3] راجع : مروج الذهب ج 3 ص 441 ، والكامل لابن الأثير ج 5 ص 183 ، والفخري في الآداب السلطانية ص 217 ، والطبري ، طبع ليدن ج 11 ص 1013 ، ومختصر تاريخ الدول ص 134 ، وتجارب الأمم ج 6 ص 436 . وفي مرآة الجنان ج 2 ص 11 ، قال : إنه لم يجد في وقته أفضل ، ولا أحق بالخلافة ، من علي بن موسى الرضا . ونحو ذلك ما في البداية والنهاية ج 10 ص 247 ، وينابيع المودة للحنفي ص 385 ، ونظرية الإمامة ص 386 ووفيات الأعيان طبع سنة 1310 ه . ج 1 ص 321 ، وإمبراطورية العرب ، وغير ذلك .