وقد قال أبو مسلم ليونس بن عاصم عندما قال له : هذا جزائي ؟ ! " ومن جازيناه بجزائه ، وضعت سيفي فلم يبق بر ولا فاجر إلا قتلته " [1] . وقال أبو مسلم أيضا : " إن أطفيت من بني أمية جمرة ، وألهبت من بني العباس نيرانا ، فإن أفرح بالإطفاء ، فواحزنا من الإلهاب " [2] . وقال أبو مسلم أيضا : " إني نسجت ثوبا من الظلم لا يبلى ما دامت الدولة لبني العباس ، فكم من خارج الخ . " [3] ولا مجال ثمة للشك : كل ذلك يدل دلالة قاطعة على مدى الظلم الذي كان يمارسه العباسيون مع الناس بصورة عامة ، ومع العلويين ، بشكل خاص . . والمتتبع للأحداث التاريخية يرى أن الأمة كانت تعيش في رعب دائم ومستمر ، خصوصا وأن كل أحد كان يرى ويعلم : كيف أن الآلاف من الناس ، كانوا يذبحون لأتفه الأسباب وأحقرها . وأعود فأذكر القارئ ببعض ما أوردناه من رسالة الخوارزمي ، التي تعتبر بحق الوثاق الهامة . كما اعترف به غير واحد من الباحثين . وبعد فلا بد لنا من كلمة أخرى : كانت تلك - كما قلنا - لمحة خاطفة عن حالة العباسيين من الناس عامة ، ومع العلويين خاصة . . ولعل من الظلم للحقيقة وللتاريخ هنا ،
[1] النزاع والتخاصم ص 47 . [2] المحاسن والمساوي للبيهقي ص 298 ، طبع صادر وشرح ميمية أبي فراس ص 214 . [3] المحاسن والمساوي طبع مصر ج 1 / 482 ، والكنى والألقاب ج 1 / 157 / 158 نقلا عن ربيع الأبرار للزمخشري .