هذا . . وقد وصف اليافعي والذهبي المنصور بأنه كان : " فيه جبروت وظلم " [1] . ووصفه السيد أمير علي بأنه : " كان غادرا خداعا ، لا يتردد البتة في سفك الدماء . . إلى أن قال : وعلى الجملة : كان أبو جعفر سادرا في بطشه ، مستهترا في فتكه . وتعتبر معاملته لأولاد علي من أسوأ صفحات التاريخ العباسي " [2] . ولا بأس بمراجعة ما قاله الريان ، مولى المنصور لجعفر بن أبي جعفر ، حيث ينص على أنه قتل أهل الدنيا ، ممن لا يعد ولا يحصى ، وإن فرعون لا يقاس به [3] . وأما المهدي : الذي اتخذ الزندقة ذريعة للفتك بالأبرياء . . فقد كفانا الجهشياري مؤونة الحديث عنه ، حيث قال : إنه في زمن المهدي هذا : " كان أهل الخراج يعذبون بصنوف من العذاب ، من السباع ، والزنابير والسنانير . " [4] . وقد خرج عليه يوسف البرم بخراسان ، منكرا عليه أحواله ، وسيرته ، وما يتعاطاه [5] .
[1] العبر للذهبي ج 1 / 230 ، ومرآة الجنان لليافعي ج 1 / 334 . [2] مختصر تاريخ العرب والتمدن الإسلامي ص 184 ، وليراجع تاريخ التمدن الإسلامي ج 4 / 399 . والتاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ج 3 / 61 . [3] الوزراء والكتاب ص 130 . [4] الوزراء والكتاب ص 142 . [5] البداية والنهاية ج 10 / 131 .