responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 51


تنقص الأعمار ، ربك للباغين من أحكم الحاكمين ، وعالم بضمير المضمرين بئس الزاد للمعاد العدوان على العباد ، في كل جرعة شرق ، وفي كل أكلة غصص ، لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى ، ما أقرب الراحة من التعب ، والبؤس من النعيم ، والموت من الحياة ، فطوبى لمن أخلص لله تعالى علمه وعمله وحبه وبغضه وأخذه وتركه ، وكلامه وصمته ، وبخ بخ لعالم علم فكف ، وعمل فجد وخاف التباب [1] فأعد واستعد ، إن سئل أفصح ، وان ترك سكت ، كلامه صواب ، وصمته من غير عي عن الجواب ، والويل كل الويل لمن بلى بحرمان وخذلان وعصيان ، واستحسن لنفسه ما يكرهه لغيره ، من لانت كلمته وجبت محبته ، من لم يكن له حياء ولا سخاء فالموت أولى به من الحياة ، لا تتم مروءة الرجل حتى لا يبالي أي ثوبيه لبس ، ولا أي طعاميه أكل " [2] .
وحفلت هذه الوصية بآداب السلوك وتهذيب الأخلاق ، والدعوة إلى تقوى الله التي هي القاعدة الأولى في وقاية النفس من الانحراف والآثام وتوجيهها الوجه الصالحة التي تتسم بالهدى والرشاد .
تربية فاطمة له :
وعنت سيدة النساء ( ع ) بتربية وليدها الحسين ، فغمرته بالحنان والعطف لتكون له بذلك شخصيته الاستقلالية ، والشعور بذاتياته ، كما



[1] التباب : الهلاك والخسران ، ومنه قوله تعالى : " تبت يدا أبي لهب " .
[2] الاعجاز والايجاز ( ص 33 ) .

51

نام کتاب : حياة الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست