responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 44


الاحتمال سيتحقق ، فالتكوين الوراثي اذن ليس إلا القدرة على التفاعل مع أية بيئة بطريق خاص . . . " .
ومعنى ذلك أن جميع الآثار والخواص التي تبدو في الأجهزة الحساسة من جسم الانسان ترجع إلى العوامل الوراثية وقوانينها ، والبيئة تقرر وقوع تلك المميزات وظهورها في الخارج ، فاذن ليست البيئة إلا عاملا مساعدا للوراثة ، حسب البحوث التجربية التي قام بها الاختصاصيون في بحوث الوراثة .
وعلى أي حال فقد أكد علماء الوراثة بدون تردد أن الأبناء والأحفاد يرثون معظم صفات آبائهم وأجدادهم النفسية والجسمية ، وهي تنتقل إليهم بغير إرادة ولا اختيار ، وقد جاء هذا المعنى صريحا فيما كتبه الدكتور " الكسيس كارل " عن الوراثة بقوله :
" يمتد الزمن مثلما يمتد في الفرع إلى ما وراء حدوده الجسمية . .
وحدوده الزمنية ليست أكثر دقة ولا ثباتا من حدوده الاتساعية ، فهو مرتبط بالماضي والمستقبل ، على الرغم من أن ذاته لا تمتد خارج الحاضر . . .
وتأتي فرديتنا كما نعلم إلى الوجود حينما يدخل الحويمن في البويضة . ولكن عناصر الذات تكون موجودة قبل هذه اللحظة ومبعثرة في أنسجة أبوينا وأجدادنا وأسلافنا البعيدين جدا لأنا مصنوعون من مواد آبائنا وأمهاتنا الخلوية . وتتوقف في الماضي على حالة عضوية لا تتحلل . . . وتحمل في أنفسنا قطعا ضئيلة لاعداد من أجسام أسلافنا ، وما صفاتنا ونقائصنا إلا امتداد لنقائصهم وصفاتهم . . . " [1] .
وقد اكتشف الاسلام - قبل غيره - هذه الظاهرة ، ودلل على فعاليتها ، في التكوين النفسي والتربوي للفرد ، وقد حث باصرار بالغ على



[1] النظام التربوي في الاسلام ( ص 61 - 62 )

44

نام کتاب : حياة الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست