responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 408


" لم يكن بعض هذا الترب أفضل من بعض ، وتلا قوله تعالى :
" إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم " .
وقد أثارت هذه العدالة في التوزيع غضب الرأسماليين من القرشيين وغيرهم ، فأعلنوا سخطهم على الامام ، وقد خفت إليه جموع من أصحابه تطالبه بالعدول عن سياسته فأجابهم الامام :
" أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه ، والله ما أطور به ما سمر سمير وما أم نجم في السماء نجما ، لو كان المال لي لسويت بينهم فكيف ، وانما المال مال الله ! ألا وان اعطاء المال في غير حقه تبذير واسراف ، وهو يرفع صاحبه في الدنيا ، ويضعه في الآخرة ويكرمه في الناس ويهينه عند الله . . . " [1] .
لقد كان الامام يهدف في سياسته المالية إلى ايجاد مجتمع لا تطغى فيه الرأسمالية ، ولا تحدث فيه الأزمات الاقتصادية ، ولا يواجه المجتمع أي حرمان أو ضيق في حياته المعاشية .
لقد أدت هذه السياسة المشرقة المستمدة من واقع الاسلام وهديه إلى اجماع القوى الباغية على الاسلام أن تعمل جاهدة على إشاعة الفوضى والاضطراب في البلاد مستهدفة بذلك الإطاحة بحكومة الامام . . . ويرى المدائني أن من أهم الأسباب التي أدت إلى تخاذل العرب عن الامام اتباعه لمبدأ المساواة حيث كان لا يفضل شريفا على مشروف - في العطاء - ولا عربيا على عجمي [2] لقد ورمت آناف أولئك الطغاة من سياسة الامام التي



[1] نهج البلاغة محمد عبده 25 / 10 .
[2] شرح ابن أبي الحديد 1 / 180 .

408

نام کتاب : حياة الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست