responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 335


واستقبل المسلمون خلافة عثمان بكثير من القلق والوجوم والاضطراب وفزعت القوى الخيرة ، وخافت على دينها ، واعتبرت فوز الأمويين بالحكم انتصارا للقوى المناهضة للاسلام ، ويرى ( دوزي ) ان انتصار الأمويين انما هو انتصار للجماعة التي كانت تضمر العداء للاسلام [1] .
وتحقق ما خشيه المسلمون وخافوه فإنه لم يمض قليل من الوقت حتى جهدت حكومة عثمان على مملأة القرشيين ، ومصانعة الوجوه والأعيان ، ومنحهم الامتيازات الخاصة وتسليطهم على فئ المسلمين وخراجهم ، والتلاعب باقتصاد الدولة ، ومنح الوظائف العالية لبني أمية وآل أبي معيط ، وغيرهم من الذين يرجون لله وقارا حتى سادت الفوضى وعمت الفتن جميع أرجاء البلاد .
وعلى أي حال فان عثمان حينما فرضه ابن عوف خليفة على المسلمين حفت به بنو أمية وسائر القبائل القرشية ، وهم يعلنون الدعم الكامل لحكومته ، ويهتفون بحياته ، وجاءوا به يزفون إلى مسجد رسول الله ( ص ) ليعلن سياسة دولته وموقفها تجاه القضايا الداخلية والخارجية ، واعتلى أعواد المنبر فجلس في الموضع الذي كان يجلس فيه رسول الله ( ص ) ولم يجلس فيه أبو بكر ولا عمر ، وانما كان يجلس أبو بكر دونه بمرقاة ، وعمر كان يجلس دونه بمرقاة ، وتكلم الناس في ذلك فقال بعضهم : " اليوم ولد الشر " [2] .
واتجهت الناس بقلوبها ومشاعرها لتسمع الخطاب السياسي الذي يلقيه عثمان إلا أنه حينما نظر إلى الجماهير ارتج عليه ، فلم يدر ما يقول : وجهد نفسه فتكلم بهذه الكلمات المضطربة التي لم تلق أي أضواء على سياسته فقد قال :



[1] اتجاهات الشعر العربي ( ص 26 ) .
[2] تاريخ ابن كثير 7 / 148 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 140 .

335

نام کتاب : حياة الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست