responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر المطالب في مناقب الإمام علي ( ع ) نویسنده : محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي    جلد : 1  صفحه : 368


ولعمري لئن نظرت بعين عقلك دون هواك لتجدني أبرأ قريش من دم عثمان [1] واعلم أنك من الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة ولا يعرض لهم الشورى ؟ [2] وقد أرسلت إليك وإلى من قبلك جرير بن عبد الله وهو من أهل الايمان والهجرة فبايع ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فقدم جرير بن عبد الله على معاوية بالكتاب واستحثه البيعة فقال [ معاوية ] : يا جرير إنها ليست بخلسة إن هذا الامر له ما بعده فأبلعني ريقي فأنظر .
فدعا [ معاوية أخاه ] عتبة بن أبي سفيان فاستشاره فقال [ له عتبة ] : استعن على هذا الامر بعمرو بن العاص فإنه من قد عرفت وكان قد اعتزل أمر عثمان في حياته وهو لأمرك أشد اعتزالا إلا أن يرى فرصة [3] .
فكتب معاوية إلى عمرو فأتاه فاستشاره [ فقال له عمرو : أبايعك وأقوم معك في هذا الامر على أن تعطيني مصر طعمة في حياتي . فكايد كل واحد منهما صاحبه إلى أن رضي معاوية بإعطاء مصر طعمة له ] [4] .
ثم قال معاوية لجرير و [ قد ] أتاه في بيته : إني قد رأيت رأيا . قال [ جرير ] : هاته . قال اكتب إلى صاحبك يجعل الشام لي حياته فإن حضرته الوفاة لم يجعل لاحد بيعة في عنقي بعده وأسلم له هذا الامر وأكتب له بالخلافة ! ! ! قال جرير : أكتب [ إليه ] ذلك ، فكتب به إلى علي رضي الله عنه .
فكتب [ أمير المؤمنين عليه السلام ] إليه جوابا عما كتب [ إليه ] : أما بعد فإنما أراد معاوية أن لا يكون في عنقه لاحد بيعة ، وأن يختار لنفسه وأمره ما أحب ، وأراد أن يريك حب أهل الشام له [5] وقد كان المغيرة بن شعبة أشار علي - وأنا بالمدينة -



[1] ومثله في كتاب العقد الفريد .
[2] وفي العقد الفريد : " ولا يدخلون في الشورى . . . " .
[3] الظاهر من قرائن أحوال عمرو ، أن مراد عتبة من قول : " إلا أن يرى فرصة " الفرصة على الوثوب على زخارف الدنيا وانهماكه في اللذات .
[4] ما بين المعقوفين مأخوذ معنى عن مصادر كثيرة ، وذكره البلاذري أيضا في الحديث ( 360 ) وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من أنساب الأشراف : ج 2 ص 283 - 288 ط 1 .
[5] كذا في أصلي ، وفي المختار : " 46 " من باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام من نهج السعادة : ج 4 ص 96 : " وأراد أن يريثك حتى تذوق أهل الشام . . . " .

368

نام کتاب : جواهر المطالب في مناقب الإمام علي ( ع ) نویسنده : محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي    جلد : 1  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست