وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه ليلا فقال : ألا تصلون ؟ فقلت : يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا . [ قال : ] فانصرف حين قلت ذلك فسمعته وهو مدبر يضرب فخذه وهو يقول : ( وكان الانسان أكثر شئ جدلا ) [ 54 / الكهف : 18 ] . أخرجه مسلم والنسائي والترمذي [1] .
[1] أما مسلم فرواه في الحديث ( 17 ) وما بعده من الباب الثاني من كتاب اللباس والزينة من سننه : ج 3 ص 1644 . ورواه أيضا البخاري - وهو من كبار تلاميذ حريز الحمصي - كما سيصرح به المصنف في ذيل الحديث التالي - فإنه لا عجاب بالحديث أورده أربع مواضع من جامعه المسمى بالصحيح ؟ ! فرواه في الباب الخامس من كتاب التهجد ، كما في شرح الكرماني على البخاري : ج 5 ص 188 ، وتفسير سورة الكهف من كتاب التفسير : ج 18 ، ص 188 وفي أواسط كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة : ج 25 ص 73 وباب المشيئة والإرادة من كتاب التوحيد : ج 25 ص 169 . وأيضا يجد الطالب الحديث : مشروحا تحت الرقم : ( 1127 ) في الباب الخامس من كتاب التهجد من فتح الباري : ج 3 ص 10 وكذلك في الباب : ( 31 ) وهو " باب في المشيئة والإرادة " من كتاب التوحيد : ج 13 ، ص 446 . كما يجده الباحث بلا شرح في تفسير الآية : ( 54 ) من سورة الكهف من كتاب التفسير ، منه : ج 8 ص 407 . وأيضا يجده الطالب مشروحا في الباب : ( 18 ) من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة : ج 13 ، ص 314 . وفي جميع الموارد من مصادر الحريزيين السند ينتهي إلى ابن شهاب الزهري من المنقطعين إلي طواغيت بني أمية ، المفارقين عن أولياء الله اختلقها لهم حينما كان مولعا باللصوق بهم ومنهوما بلحس أوانيهم وجر ما لديهم من أموال الفقراء والمساكين وما اغتصبوه من ذوي القربى وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان في أكثر أيامه ملازما لهم مواتيا بما يحبونه . ولذا منعت أخته من الاخذ عنه والرواية منه ، كما رواه الحافظ ابن عساكر ، في الحديث : ( 564 ) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج 2 ص 65 ط 2 قال : قال جعفر بن إبراهيم الجعفري [ المترجم في لسان الميزان : ج 2 ص 106 ] : كنت عند الزهري أسمع منه ، فإذا عجوز قد وقفت علي فقالت : يا جعفري لا تكتب عنه فإنه مال إلى بني أمية وأخذ جوائزهم ! ! فقلت [ للزهري ] من هذه ؟ قال : [ هي ] أختي رقية خرفت . قالت : [ بل ] خرفت أنت كتمت فضائل آل محمد ، وقد حدثني محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله . [ ثم قالت : ] وحدثني محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله ؟ ! والحديث الثاني هذا رواه أحمد بسنده عن البراء بن عازب في أواسط مسنده من كتاب المسند : ج 4 ص 286 ، وأوائل مسند أبي ذر ج 5 ص 146 . ورواه عنهم الغزالي والفيض في إحياء العلوم : ج 2 ص 174 ، والمحجة البيضاء : ج 3 ص 287 و 291 . وأيضا الزهري نفسه قد صدق ما قالته أخته قولا وعملا ، أما تصديقه العملي فإنه كان من مشيدي أمراء بني أمية ومشاوريهم ومن قضاتهم ومرتزقتهم وكان من تلامذة عروة بن الزبير الذي ورث بغض أهل البيت عن كلاله وكانا ينالان من علي الذي حبه إيمان وبغضه نفاق بصريح الأثر المقطوع الصدور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المذكور في صحاح آل أمية : " يا علي لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق " . فليراجع ترجمة الزهري من تاريخ دمشق : ج 15 ، ص 975 - 1027 ، ومختصره : ج 23 ص 227 سير أعلام النبلاء : ج 5 ص 326 - 350 . وأما اعترافه قولا فأنه أخبر معمرا [ أنه حدثه ] عكرمة عن عبد الله بن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله عز وجل منع بني إسرائيل قطر السماء بسوء رأيهم في أنبيائهم واختلافهم في دينهم وإنه آخذ هذه الأمة بالسنين ومانعهم قطر السماء ببغضهم علي بن أبي طالب ؟ ! ! قال معمر : حدثني [ به ] الزهري في مرضة مرضها ، ولم أسمعه يحدث عن عكرمة قبلها - أحسبه ولا بعدها - فلما بل من مرضه ندم فقال لي : يا يماني اكتم هذا الحديث واطوه دوني فإن هؤلاء - يعني بني أمية - لا يعذرون أحد في تقريظ علي وذكره ! ! [ قال معمر : ف ] قلت [ له ] : فما بالك أو عبت مع القوم وقد سمعت الذي سمعت ؟ قال : حسبك يا هذا إنهم شركونا في لهاهم فانحططنا لهم في أهوائهم ! ! ! هذا موجز ما رواه الحافظ ابن المغازلي في الحديث : ( 186 ) من كتاب مناقب أمير المؤمنين . وصدر الحديث - بسند آخر عن عبد الرزاق ، عن معمر - رواه كل من ابن عدي والذهبي وابن حجر في ترجمة الحسن بن عثمان التستري من كتاب الكامل والميزان ولسانه . ورواه الديلمي بسند آخر عن عبد الرزاق ، عن معمر عن الزهري . . . كما في أواسط مناقب علي عليه السلام من اللآلي المصنوعة : ج 1 ، ص 368 ط دار المعرفة بيروت . وإذا انكشف بطلان الحديث بطل جميع ما فرعه عليه تلاميذ حريز وتلاميذ تلاميذه ، ومن أراد المزيد فعليه بشرح المختار : ( 57 ) من نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4 ص 101 ط مصر ، وكتاب الإمامة الكبرى : ج 1 ص 48 - 53 . والغدير ج ص