responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر المطالب في مناقب الإمام علي ( ع ) نویسنده : محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي    جلد : 1  صفحه : 152


أقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبرئيل وخديجة أقرأها جبرئيل السلام من ربها على لسان نبيه ! ! !
فقيل : خديجة أفضل أم فاطمة ؟ فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فاطمة بضعة مني " ولا أعدل ببضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم [ أحدا ] .
وهو استقراء حسن ؟ يشهد بذلك أن أبا لبابة لما ربط نفسه وحلف أن لا يحله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت فاطمة لتحله فأبى من أجل قسمه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما فاطمة بضعة مني [1] .
قال ويدل عليه قوله عليه [ السلام ] والصلاة : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم [2] .
وقد تكلم الناس في المعنى الذي سادة به على سائر أخواتها فقيل : لأنها ولدت سيد هذه الأمة وهو الحسن ولقوله عليه الصلاة والسلام : " إن ابني هذا سيد " وهو خليفة وبعلها أيضا خليفة [3] .
وأحسن من هذا قول من قال : سادت على سائر أخواتها لأنهن ماتوا في حياته فكن في صحيفته ومات هو صلى الله عليه وسلم فكان رزؤه في صحيفتها وميزانها .
وقد روى البزار من طريق عائشة " رض " قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فاطمة خير بناتي إنها أصيبت بي [4] .
ومن شرفها أن المهدي الذي يملأ الأرض عدلا من ولدها وقد اختصت بهذه المزايا دون أخواتها .
وفضائلها رضوان الله عليها أكثر من أن يحصى [ ذكر ] ذلك كله الامام السهيلي رحمه الله في كتابه روض الانف [5] والله أعلم .



[1] لا عهد لي بهذا الحديث ، وليراجع سيرة النبي بعد رجوعه من تبوك من كتب التاريخ أو تفسير قوله تعالى : ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ) [ 102 / التوبة 9 ] .
[2] هكذا في روايات آل أمية ، ولا استثناء في روايات أهل البيت عليهم السلام .
[3] وكل هذا فضائل عظام لن تتحقق لغيرها صلوات الله عليها ولكنها فضائل خارجية ، وإذا يتأمل الباحث فيما جاء من فضائلها يجد أن لها فضائل نفسية داخلية لن يتحلى بها أحد غيرها صلوات الله عليها فليراجع المنصفون ما دونه الثقات من فضائلها .
[4] لم يصل إلي بعد سنن البزار .
[5] كتاب روض الانف منشور ، ولكن ما ظفرت عليه بعد . ثم أنه ينبغي لنا أن نعلق على هذا الباب ، ما رواه محمد بن عبد الرزاق بن علي بن زين العابدين المناوي - المولود عام : ( 952 ) المتوفى سنة : ( 1031 ) - في الباب الرابع من كتابه اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب ، ص 60 ط مصر ، قال : [ الباب الرابع في خصائصها ومزاياها على غيرها ] وهي كثيرة : الأولى - أنها أفضل هذه الأمة : روى أحمد والحاكم والطبراني عن أبي سعيد الخدري - بإسناد صحيح مرفوعا - " فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم " . وفي رواية صحيحة : إلا ما كان من مريم بنت عمران " فعلم أنها أفضل من أمها خديجة ، وما وقع في الاخبار مما يوهم أفضليتها ، فإنما هو من حيث الأمومة فقط . و [ أيضا هي أفضل ] عن عائشة - على الصحيح - بل الصواب . قال السبكي : الذي نختاره وندين الله به : أن فاطمة أفضل [ نساء هذه الأمة ] ثم خديجة ! ثم عائشة ! قال : ولم يخف عنا الخلاف في ذلك ، ولك إذا جاء نهر الله بطل نهر العقل ! قال الشيخ شهاب الدين ابن حجر الهيتمي : ولوضوح ما قاله السبكي تبعه عليه المحققون . . . وممن تبعه عليه : الحافظ أبو الفضل بن حجر ، فقال في موضع : هي مقدمة على غيرها من نساء عصرها ، ومن بعدهن مطلقا . مناقشة قول ابن القيم : وأما قول ابن القيم : إن أريد بالتفضيل كثرة الثواب عند الله فذاك أمر لا يطلع عليه ، فإن عمل القلوب أفضل من عمل الجوارح ( 1 ) . وإن أريد كثرة العلم فعائشة ( 2 ) . وإن أريد شرف الأصل فاطمة لا محالة ، وهذه فضيلة لا يشاركها فيها غير أخواتها . وإن أريد شرف السيادة فقد ثبت النص لفاطمة وحدها . وما امتازت به عائشة من فضل العلم ، لخديجة من يقابله وأعظم ! وهي أنها أو من أجاب إلى الاسلام ودعي إليه ، وأعان على إبلاغ الرسالة بالنفس والمال والتوجه ، فلها مثل أجر من جاء بعدها إلى يوم القيامة . قال : وقيل [ إن ] انعقد الاجماع على أفضلية فاطمة فأين [ قول ] : ما عدا مريم ؟ أما مريم أفضل منها إن قلنا بما عليه القرطبي في طائفة من أنها " نبية " ، وكذا على قول تقدم نبوتها بقوة الخلاف ؟ وبقصده استثناءها . أعني مريم في عدة أحاديث من بعضها ؟ بل روى ابن عبد البر عن ابن عباس مرفوعا : " سيدة نساء العالمين مريم ، ثم فاطمة ، ثم خديجة ثم آسية " . قال القرطبي : وهذا حديث حسن يرفع الاشكال من أصله ( 3 ) . وقول الحافظ ابن حجر : " إنه غير ثابت " . إن أراد به نفي الصحة الاصطلاحية فمسلم ، فإنه حسن لا صحيح . ونص على ذلك الحافظ الجبل ؟ ولفظه عن ابن عباس مرفوعا " سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران فاطمة وخديجة ، ثم آسية بنت مزاحم امرأة فرعون " رواه الطبراني في [ في المعجم ] الكبير بنحو . قال الحافظ الهيثمي : ورجال الكبير رجال الصحيح . لكن قال بعضهم : لا أعدل ببضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا وممن صار إلى ذلك : المقريزي والسيوطي . أفضليتها على نساء هذه الأمة : أما نساء هذه الأمة لا ريب في تفضيلها عليهم مطلقا بل صرح غير واحد أنها وأخوها إبراهيم أفضل من جميع الصحابة حتى الخلفاء الأربعة . أفضليتها على بقية أخواتها : وذهب الحافظ ابن حجر أنها أفضل من بقية أخواتها ، لأنها [ أهل ] ذرية المصطفى دون غيرها من بناته ، فإنهم متن في حياته ، فكن في صحيفته ، ومات في حياتها فكان صحيفتها ! قال : وكنت أول ذلك استنباطا إلى أن وجدت الإمام ابن جرير الطبري نص عليه : فأخرج عن طريق فاطمة بنت الحسين بن علي عن جدتها فاطمة قالت : " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وأنا عند عائشة ، فناجاني فبكيت ثم ناجاني فضحكت ، فسألتني عائشة عن ذلك ، فقلت : لا أخبرك بسره ، فلما توفي سألتني فذكرت الحديث في معارضه جبريل له بالقرآن مرتين ، وأنه قال : أحسب أني ميت في عامي هذا ، وأنه لم ترزأ امرأة من نساء العالمين مثلها فلا تكون دون امرأة منهن صبرا ، فبكيت ، فقال : أنت سيدة نساء أهل الجنة فضحكت " . وأما ما أخرجه الطحاوي وغيره من حديث عائشة في قصة مجئ زيد بن حارثة بزينب بنت المصطفى قال النبي صلى الله عليه وسلم " هي أفضل بناتي أصيبت في " . فأجاب عنه بعض الأئمة - بفرض ثبوته - بأن ذلك كان متقدما ، ثم وهب الله فاطمة من الأحوال السنية والكمالات العليا ما لم يطاولها فيه أحد من نساء هذه الأمة مطلقا . على أن البزار روى عن عائشة أنها قالت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة : " هي خير بناتي إنها أصيبت بي " . وعليه فلا حاجة للجواب المتقدم بنصه الصريح على أفضليتها مطلقا . ( 1 ) بل يطلع عليه في بعض الافراد والأحيان من إخبار من أطلعه الله على غيبه كما في مفروض المقام ، فإن الثابت من طريق أهل البيت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " فاطمة سيدة نساء العالمين " . ( 2 ) لو كان ابن القيم أبدل ما ذكره بذكر تهور أم المؤمنين وتشجيعها الثائرين على عثمان بقولها : " إن عثمان قد أبلى دين رسول الله ولم يبل قميصه " كان أصوب ! ! أو ذكر حضورها مع المشاغبين والناكثين والباغين كما فعلت في حرب الجمل وعند منعها من دفن الإمام الحسن عند جده صلى الله عليه وآله وسلم ! ! ! أو يذكر بدل ما ذكره كثرة نسيان أم المؤمنين حيث نسيت ما يقرءه المؤمنون في آناء الليل والنهار ، من قوله تعالى في الآية : ( 33 ) من سورة الأحزاب : ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية ) لكان هو الوجه . وقد اعترفت أم المؤمنين بنسيانها عندما بلغته شهادة أمير المؤمنين عليه السلام فأنشدت : فإن يك نائيا فلقد نعاه غلم ليس في فيه التراب ! ! فقالت زينب بنت أبي سلمة : سبحان الله العلي تقولين هذا ؟ فقالت : إني أنسى فإذا نسيت فذكروني ! ! ! ( 3 ) هيهات من رفع الاشكال بما ذكره مع استفاضة الاخبار من طريق شيعة أهل البيت عليهم السلام بأنها في تفضيلها لا يدانيها أحد من النساء ، كما لا يداني أباها أحد من الرجال ! ! .

152

نام کتاب : جواهر المطالب في مناقب الإمام علي ( ع ) نویسنده : محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست