المهدي ( عليه السلام ) ، فينهي الظلم عن أهل البيت النبوي وعن أهل الأرض ! فقد بكى النبي ( صلى الله عليه آله ) لعلي ، وبكى لفاطمة ، وبكى للحسن ، وبكى للحسين ، وبكى لبقية العترة الطاهرة ، مرات عديدة ! لظلامتهم الفادحة التي أخبره بها جبرئيل عن ربه عز وجل ! ونقلت مصادر الشيعة والسنة على السواء أحاديثه في ذلك وصححتها ، فمنها : ما رواه ابن حماد في كتاب الفتن ص 84 ، عن عبد الله بن مسعود قال : ( بينما نحن عند رسول الله ( ص ) إذ جاء فتية من بني هاشم فتغير لونه ، قلنا : يا رسول الله ، ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه ! فقال : إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة لنا على الدنيا ، وإن أهل بيتي هؤلاء سيلقون بعدي بلاء وتطريداً وتشريداً حتى يأتي قوم من ها هنا من نحو المشرق ، أصحاب رايات سود ، يسألون الحق فلا يعطونه ، مرتين أو ثلاثاً ، فيقاتلون فينصرون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلوه ، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي ، فيملؤها عدلاً كما ملؤوها ظلماً ، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج فإنه المهدي ) . وفي رواية الحاكم : 4 / 464 : ( أتينا رسول الله ( صلى الله عليه آله ) فخرج إلينا مستبشراً يعرف السرور في وجهه ، فما سألناه عن شئ إلا أخبرنا به ، ولا سكتنا إلا ابتدأنا ، حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين ، فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه فقلنا . . . الخ . ) . وفي رواية دلائل الإمامة ص 233 : ( كنت عند النبي ( صلى الله عليه آله ) إذ مرَّ فتيةٌ من بني هاشم كأنَّ وجوههم المصابيح ، فبكى النبي ( صلى الله عليه آله ) ، قلت : ما يبكيك يا رسول الله ؟ قال : إنا أهل بيت قد اختار الله الآخرة على الدنيا ، وإنه سيصيب أهل بيتي قتلٌ وتطريدٌ وتشريدٌ في البلاد ، حتى يتيح الله لنا راية تجئ من المشرق ، من يهزها يهزّ ، ومن يشاقها يشاقّ ، ثم يخرج عليهم رجل من أهل بيتي اسمه كاسمي وخلقه كخلقي ، تؤوب إليه أمتي كما تؤوب الطير إلى أوكارها ، فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ) .