responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 442


ورسوله ولا المسلمون ، ويشترط في بعضها أن أدفع إليه أقواماً من أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) أبراراً ، فيهم عمار بن ياسر وأين مثل عمار ؟ ! والله لقد رأيتنا مع النبي ( صلى الله عليه آله ) وما يعد منا خمسة إلا كان سادسهم ، ولا أربعة إلا كان خامسهم ، اشترط دفعهم إليه ليقتلهم ويصلبهم ! وانتحل دم عثمان ! ولعمر والله ما ألب على عثمان ولا جمع الناس على قتله إلا هو وأشباهه من أهل بيته ، أغصان الشجرة الملعونة في القرآن ، فلما لم أجب إلى ما اشترط من ذلك كرَّ مستعلياً في نفسه بطغيانه وبغيه ، بحمير لا عقول لهم ولا بصائر ، فموَّه لهم أمراً فاتبعوه ، وأعطاهم من الدنيا ما أمالهم به إليه ، فناجزناهم وحاكمناهم إلى الله عز وجل بعد الإعذار والإنذار ، فلما لم يزده ذلك إلا تمادياً وبغياً لقيناه بعادة الله التي عودَناه من النصر على أعدائه وعدونا ، وراية رسول الله ( صلى الله عليه آله ) بأيدينا ، لم يزل الله تبارك وتعالى يفلُّ حزب الشيطان بها حتى يقضي الموت عليه ، وهو مُعْلم رايات أبيه التي لم أزل أقاتلها مع رسول الله ( صلى الله عليه آله ) في كل المواطن ، فلم يجد من الموت منجى إلا الهرب فركب فرسه وقلب رايته ، لا يدري كيف يحتال فاستعان برأي ابن العاص ، فأشار عليه بإظهار المصاحف ورفعها على الأعلام والدعاء إلى ما فيها ، فرفع المصاحف يدعو إلى ما فيها بزعمه ! فمالت إلى المصاحف قلوب من بقي من أصحابي بعد فناء أخيارهم ، وجهدهم في جهاد أعداء الله وأعدائهم على بصائرهم ! وظنوا أن ابن آكلة الأكباد له الوفاء بما دعا إليه ، فأصغوا إلى دعوته وأقبلوا بأجمعهم في إجابته ، فأعلمتهم أن ذلك منه مكرٌ ومن ابن العاص معه ، وأنهما إلى النكث أقرب منهما إلى الوفاء ، فلم يقبلوا قولي ولم يطيعوا أمري ، وأبوا إلا إجابته كرهت أم هويت ، شئت أو أبيت ، حت أخذ بعضهم يقول لبعض : إن لم يفعل فألحقوه بابن عفان ، أو ادفعوه إلى ابن هند برمته ! فجهدت علم الله جهدي ، ولم أدع غلة في نفسي إلا بلغتها ، في أن يخلُّوني ورأيي فلم يفعلوا ، وراودتهم على الصبر على مقدار فواق الناقة أو ركضة الفرس فلم يجيبوا ، ما خلا هذا الشيخ وأومأ بيده إلى الأشتر وعصبة من أهل بيتي ، فوالله ما منعني أن أمضي على بصيرتي إلا مخافة أن يقتل هذان ، وأومأ بيده إلى الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، فينقطع

442

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 442
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست