حول جملهم ، الملعون من معه ، الملعون من قتل حوله ، الملعون من رجع بعده لا تائباً ولا مستغفراً ، فإنهم قتلوا أنصاري ونكثوا بيعتي ومثلوا بعاملي وبغوا عليَّ ، وسرت إليهم في اثني عشر ألفاً وهم نيف على عشرين ومائة ألف ، فنصرني الله عليهم ، وقتلهم بأيدينا وشفى صدور قوم مؤمنين ! وكيف رأيت يا ابن قيس وقعتنا بصفين وما قتل الله منهم بأيدينا خمسين ألفاً في صعيد واحد إلى النار ! وكيف رأيتنا يوم النهروان إذ لقيتُ المارقين وهم مستمسكون يومئذ بدين الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ، فقتلهم الله بأيدينا في صعيد واحد إلى النار ، لم يبق منهم عشرة ولم يقتلوا من المؤمنين عشرة . ويلك يا ابن قيس هل رأيت لي لواء رُدَّ أو راية ردت ؟ إياي تعير يا ابن قيس ! وأنا صاحب رسول الله ( صلى الله عليه آله ) في جميع مواطنه ومشاهده ، والمتقدم إلى الشدائد بين يديه لا أفر ولا أزول ، ولا أعيا ولا أنحاز ، ولا أمنح العدو دبري ، لأنه لا ينبغي للنبي ولا للوصي إذا لبس لأمته وقصد لعدوه أن يرجع أو ينثني حتى يقتل أو يفتح الله له ! هل سمعت لي بفرار قط أو نَبْوَة ؟ يا ابن قيس ، والذي فلق الحبة وبرء النسمة ، لو أن أولئك الأربعين الذين بايعوا وفوا لي وأصبحوا على بابي محلقين رؤوسهم قبل أن تجب لعتيق في عنقي بيعته ، لناهضته وحاكمته إلى الله عز وجل ! ولو وجدت قبل بيعة عثمان أعواناً لناهضتهم وحاكمتهم إلى الله ، فإن ابن عوف جعلها لعثمان واشترط عليه فيما بينه وبينه أن يردها عليه عند موته ! وأما بعد بيعتي إياهم فليس إلى مجاهدتهم سبيل ! فقال الأشعث : والله لئن كان الأمر كما تقول لقد هلكت أمة محمد ( صلى الله عليه آله ) غيرك وغير شيعتك ! فقال له علي ( عليه السلام ) : فإن الحق والله معي يا ابن قيس كما أقول ، وما هلك من الأمة إلا الناصبون والناكثون والمكابرون والجاحدون والمعاندون ، فأما من تمسك بالتوحيد والإقرار بمحمد ( صلى الله عليه آله ) والإسلام ولم يخرج من الملة ولم يظاهر علينا